الاستفتاء الذي أقر حكمه لفرنسا) كتب نابليون إلى ملك إنجلترا جورج الثالث George III:
" … أظن أنه من الملائم أن أخبر جلالتكم بالحقيقة وأكتبها لكم بخط يدي، وفقاً لما تمليه عليَّ مسئولياتي، بعد أن دعيت وفقاً لإرادة الشعب الفرنسي لشغل أعلى منصب في الجمهورية.
أليست هناك نهاية للحرب التي أشاعت الاضطراب في مختلف أنحاء المعمورة طوال السنوات الثماني الماضية؟ أليست هناك وسائل نصل بها إلى تفاهم؟ كيف لأمتين هما الأكثر تنوراً في أوروبا، وهما الأكثر قوة حتى أن قوة أي منهما تفوق ما يتطلبه أمنها واستقلالهما - كيف لهما أن يقنعا بالتضحية بنجاحاتهما التجارية ورخائهما الداخليين وسعادة شعبيهما من أجل أحلام العظمة الخيالية؟ كيف لا تدرك أمتانا أن السلام محقق لعظمة كل منهما بالإضافة لكونهما في أمسّ الحاجة إليه؟
إن مثل هذه المشاعر لا يمكن أن تكون بعيدة عن قلب جلالتكم لأنكم تحكمون أمة حرة ولا هدف لكم إلا أن تكون أمة سعيدة.
إنني أتوسل من جلالتكم أن تصدقوا أنه عند تناولكم هذا الموضوع، فإنني سأكون مخلصا وراغبا في المشاركة العملية لتحقيق هذا الأمر … أي العمل من أجل تحقيق سلام كريم .. إن قدر كل أمة متحضرة يقوم على إنهاء الحرب التي أزعجت العالم كله ".
ووجد جورج الثالث أنه لا يليق بملك أن يجيب فردا من العامة (يقصد نابليون) فعهد إلى اللورد جرنفيل Grenville بهذه المهمة، فأرسل جرنفيل إلى تاليران (في ٣ يناير سنة ١٨٠٠) ملاحظات حادة تشير إلى اعتداءات فرنسا وأن إنجلترا لا تستطيع التفاوض مع فرنسا إلا إذا عادت أسرة البوربون إلى المُلك فعودتها شرط لإحلال السلام. وتلقى نابليون الرد نفسه من المستشار النمساوي بارون فرانتس فون توجوت Baron Franz von Thugut على خطاب أرسله إلى الإمبراطور فرانسيس الثاني. وربما لم يضع نابليون في اعتباره أن تكون الردود على هذا النحو. إنها على عكس ما كان يتوقع. فلم يُخبر أحد نابليون أن رجال الدولة يزنون كلماتهم وفقاً لعدد ما لديهم من بنادق ومدافع فقد ظلت الحقيقة الواقعة تتمثل في أن الجيش النمساوي قد استعاد شمال إيطاليا ووصل إلى نيس Nice وأن