القوانين للغرب - المقصود غرب أوروبا. لكن من الأطلنطي إلى نهر إلب كان الناس يتساءلون: إلى متى تستمر هذه الأخُوّة بين التيوتون Teuton والغال Gaul؟
٥ - جينا (يينا) وإيلاو وفريدلاند: من ١٨٠٦ إلى ١٨٠٧ م
JENA، EYLAU، FRIEDLAND
في ١٥ أغسطس سنة ١٨٠٦ احتفلت فرنسا بيوم القديس نابليون وبعيد ميلاده السابع والثلاثين. وكتبت مدام دي ريموزا (المنتقدة عادة) أصبحت الدولة في حالة هدوء عميق، وقلَّت المعارضة يوما فيوم، فقد نظَّمت الإدارة الحازمة الرصينة المستقيمة طريقة ممارسة السلطة وأساليب دعمها. فتم دعم نظام التجنيد الإجباري بشدّة لكن الآن أصبحت ثرثرة الفرنسيين وشائعاتهم واهنة ضعيفة، فالفرنسيون لم يكونوا قد استنفذوا بعد مشاعر العظمة والأهم من كل هذا أن فوكس رئيس وزراء إنجلترا والكونت بطرس أوبريل Peter Oubril قد فتحا باب المفاوضات من أجل السلام.
وعلى أية حال، فإن بروسيا كانت مترددة ترنو إلى الحرب، فاتحادها القسري مع فرنسا كان مكلِّفاً لها كما ثبت: فانجلترا والسويد كانتا قد أعلنتا الحرب عليها، والأسطول البريطاني حاصر سواحلها واستولى على سفنها في البحار، وكان اقتصادها يعاني، وكان شعبها في حالة دهشة لِمَ أقام ملكُهم هذا التحالف المدمّر؟ وأخبر رجل الدولة البروسي العجوز فريدريك وليم الثالث المتردد أن التحالف الدائم مع روسيا هو الطريق البديل الوحيد لمنع نابليون من ابتلاع بروسيا، ولم يقدم هذا السياسي العجوز اقتراحه إلا بعد أن لمس أن عظمة الجيش البروسي لا تزال قائمة بفعل الذكريات الداعية للفخر التي تتداعى للأذهان عن أيام فريدريك العظيم، كما أنه وضع في اعتباره القوى البشرية الهائلة التي يجندها القيصر اسكندر استعدادا لجولة أخرى مع فرنسا.
كما أن الأميرة لوسي (لويزا Louise) الجميلة المؤثرة التي كانت تحب زوجها الوسيم العطوف اسكندر، راحت تزدري خوف زوجها من حثالة الجحيم (تقصد نابليون)، وحثها الفوج العسكري الذي