يحدد متّى ولوقا ميلاد المسيح في "الأيام التي كان فيها هيرودس ملكاً على بلاد اليهود"(٢٧) - أي قبل العام الثالث ق. م على أن لوقا يقول عن يسوع إنه كان "حوالي الثلاثين من العمر" حين عمّده يوحنا في السنة الخامسة عشرة من حكم تيبيريوس (٢٧ أ)، أي في عام ٢٨ - ٢٩ م، وهذا يجعل ميلاد المسيح في عام ٢ - ١ ق. م. ويضيف لوقا إلى هذا قوله: "وفي تلك الأيام صدر مرسوم قيصر أغسطس يقضي بأن تفرض ضريبة على العالم كله … حين كان كويرنيوس Quirinius والياً على سوريا. والمعروف أن كويرنيوس كان حاكماً لسوريا بين عامي ٦ - ١٢ م؛ ويذكر يوفوس أنه أجرى إحصاء في بلاد اليهود، ولكنه يقول إن هذا الإحصاء كان في عام ٦ - ٧ م (٢٨)، ولسنا نجد ذكراً لهذا الإحصاء إلا هذه الإشارة. ويذكر ترتليان (٢٩) إحصاء لبلاد اليهود قام به سترنينس حاكم سوريا في عام ٨ - ٧ ق. م)، فإذا كان هذا هو الإحصاء الذي يشير إليه لوقا فإن ميلاد المسيح يجب أن يؤرخ قبل عام ٦ ق. م. ولسنا نعرف اليوم الذي وُلِدَ فيه بالتحديد، وينقل لنا كلمنت الإسكندري (حوالي ١٠٠ م) آراء مختلفة في هذا الموضوع كانت منتشرة في أيامه؛ فيقول إن بعض المؤرخين يحدده باليوم التاسع عشر من إبريل وبعضهم بالعاشر من مايو، وإنه هو يحدده بالسابع عشر من نوفمبر من العام الثالث قبل الميلاد- وكان المسيحيون الشرقيون يحتفلون بمولد المسيح في اليوم السادس من شهر يناير منذ القرن الثاني بعد الميلاد. وفي عام ٣٥٤ احتفلت بعض الكنائس الغربية ومنها كنيسة روما بذكرى مولد المسيح في اليوم الخامس والعشرين من