لسوفكليس Sophocles وفي الجيب الآخر مجلداً لكيتس Keats.
وفي ١٥ أغسطس، وقف هنت، وتريلاونى مع مسئول الحجر الصحي، والكابتن شنلي Shenley وهو ضابط إنجليزي بينما تولت مجموعة من الجنود إحراق بقايا وليمز. وفي اليوم التالي تم النبش عن رفاة شيلي وتم إحراقه في حضور بايرون، وهنت وتريلاوني وبعض الفلاحين المجاورين، وقذف تريلاوني في اللهيب المشتعل في الرفات عطورا ونبيذا وزيتا وراح يترنم ببعض الدعوات طالبا أن يعود رماده إلى الطبيعة التي عبدها. ولم يطق بايرون تحمل المشهد إلى نهايته فسبح إلى (البوليفار) وبعد ثلاث ساعات تقريباً كان كل الجسد [الرفات] قد أصبح رمادا خلا القلب، فانتزعه تريلاوني من النار معرضا يده للإصابة بالحروق. وتم نقل رماد الرفات في سلة إلى روما، وتم دفنها في مقبرة جديدة بالقرب من مقبرة قديمة للبروتستنت تضم رفات ابنه وليم. أما قلب شيلي مقدمه تريلاوني لهنت الذي فقدمه بدوره لماري، وعند موتها في سنة ١٨٥١ تم العثور على رماد القلب في نسختها من كتاب أدونيس Adomaus.
١٦ - التجلي: بايرون ١٨٢٢ - ١٨٢٤ م
في سبتمبر ١٨٢٢ انطلق بايرون وآل جمبا Gambas من بيزا إلى ألبارو Albaro إحدى ضواحي جنوى. لقد أرهق بايرون بدنه وعقله منذ غادر إنجلترا، فبدأ يضجر حتى من حب تيريزا غير المضجر. لقد أزاحت عيناه الحادتان وروحه الساخرة ما على وجه الحياة من حجاب ويظهر أنه لم يترك حقيقة تحفزه على الإخلاص والمثالية. لقد كان أشهر شاعر على قيد الحياة لكنه لم يكن معتزا بشعره فالآلام المحمومة التي ظهرت في عمله (شايلد هارولد) بدت الآن تنم عن جبن، والملاحظات الساخرة في (دون جوان) تركت المؤلف والقارئ وقد خاب أملهما وتحررا من الوهم.
إنه يشعر الآن أن على الإنسان أن يقدم للبشرية شيئا أكثر من الشعر وفي جنوى طلب من طبيبه أن يدله على أفضل سم وأسرعه مفعولا. وعرض عليه اليونانيون موتا يخلصه. لقد سقطت اليونان في أيدي الترك (العثمانيين) في سنة ١٤٦٥ وأصبحت مخدرة في ظلال حكم أجنبي. وكان بايرون قد دعا اليونانيين في