قصيدته الطويلة (شايلد هارولد)(النشيد ٢/الأبيات ٧٣ - ٨٤) للثورة ضد حكم الأتراك (العثمانيين): أيها الأرقاء! / ألا تعلمون أن تحرركم يحتاج إلى هبة كالإعصار؟.
وثار اليونانيون في سنة ١٨٢١ لكن كان ينقصهم السلاح والمال والوحدة، وكانوا يصرخون طالبين المساعدة من الأمم التي استفادت من تراثها الخصب، وأرسلت اليونان لجنة إلى لندن طالبة العون المالي، وأرسلت اللجنة ممثلين إلى جنوى متحدية بايرون أن يرسل بعض أمواله للتعجيل بالثورة التي كان يدعو إليها. وفي ٧ أبريل ١٨٢٣ أخبر المبعوثين أنه رهن إشارة الحكومة اليونانية المؤقتة.
لقد تحول بايرون من الشعر إلى العمل. إنه قد كرس نفسه الآن للأفعال لا الأقوال. لقد أفسحت التعبيرات الساخرة الطريق للعمل من أجل قضية. لقد تنحى الشعر، وخرجت الرومانسية من قافيتها لتبحث عن حل. وبعد أن خصص جانبا من ميزانيته لآل هنت، وتيريزا على نحو خاص، جعل ما تبقى من ثروته لصالح الثورة اليونانية. لقد أصدر تعليماته لوكلائه في لندن لبيعوا كل ما يملك في إنجلترا ويرسلوا إليه المبالغ، وباع (البوليفار) بنصف تكلفته واتفق أن تقوم سفينة إنجليزية لتستقله هو، وبيترو Pietro جمبا Gamba وتريلاوني Trelawny إلى اليونان وأن تكون السفينة مزودة ببعض المدافع والذخيرة وإمدادات طبية تكفي ألف رجل مدة عامين.
وناضلت تريزا لإثنائه عن عزمه كي يكون إلى جوارها، فرفض برقة ورضي عندما علم أنها ووالديها قد حصلوا على إذن بالعودة إلى رافنا، وأخبر ليدي بليسنجتون لدى شعور أنني سأموت في اليونان. أتمنى أن يتحقق هذا، فلو حدث لكان خير نهاية لحياة كئيبة جدا.
وفي ١٦ يوليو ١٨٢٣ أبحرت السفينة (Hercules) من جنوى قاصدة اليونان. وبعد تأخير كان مدعاة لسخطه رست في ٣ أغسطس في ميناء أرجوستوليون Argostolion في سيفالونيا أكبر الجزر الأيونية. وبوصولهم لهذه الجزيرة يكونون على بعد خمسين ميلا من اليونان لكن بايرون أجبر على تضييع عدة شهور فيها. لقد كان يأمل أن ينضم في ميسولونجي Missolonghi بأهم الزعماء اليونانيين لكن ماركو بوزاريس Marco Bozzaris كان قد لقي حتفه في أثناء العمليات، وكانت ميسولونجي في أيدي الأتراك العثمانيين كما كانت السفن الحربية