العثمانية تتحكم في كل السواحل المؤدية إلى البر اليوناني من جهة الغرب.
وفي بواكير شهر ديسمبر استعاد الأمير أليكزاندروس مافروكورداتوس Alexandros Mavrokordatos، ميسولونجي، وفي ٢٩ من الشهر نفسه غادر بايرون جزيرة سيفالونيا Cephalonia وكتب الكولونيل ليسستر ستانهوب Leicester Stanhope ممثل اللجنة اليونانية التي كانت تجمع الأموال في إنجلترا لمساعدة الثورة اليونانية - كتب من ميسولونجي: الكل يتطلع إلى وصول اللورد بايرون كما لو كانوا ينتظرون المسيح المخلص ووصل المخلص الشاب بعد عدة مغامرات وبعد اجتياز عدة مشاكل أدت لتأخره إلى ميسولونجي في ٤ يناير سنة ١٨٢٤ فتلقاه الأمير والناس بفرح غامر.
وعهد إليه مافروكورداتوس بقيادة ستمائة من السوليتو Suliotes، وتقديم المؤن لهم ودفع رواتبهم (والسوليتو فرقة انتحارية جزء منها يونانيون وجزء ألبان ولم يكن منظرهم ملهماً للورد بايرون وكان يعرف أن الثورة اليونانية منقسمة إلى فصائل متنافسة تحت قيادات ذوات ميول سياسية أكثر منها حربية. ومع هذا فقد كان سعيدا للقيام بدور فعَّال ولم يتأخر عن تقديم المساعدة. لقد قدم إلى مافروكورداتوس وحده نحو ألفين من الجنيهات كل أسبوع لتمويل أهالي ميسولونجي بالطعام والمشروبات. وفي هذه الأثناء كان يعيش في فيلا شمال المدينة بالقرب من الساحل. يقول تريلاوني:"عند حافة أسوأ مستنقع رأيته في حياتي". وثبت أن السوليتو غير منضبطين ويميلون للتمرد، وكانوا مشتاقين لأمواله أكثر من رغبتهم لطاعة أوامره. وكان الشاب لوشينفار Lochinvar يأمل تأجيل الأعمال العسكرية حتى يتم استعادة النظام والانضباط، ولم يكن تريلاوني ميالا للتأجيل فمضى يبحث عن المغامرة في أي مكان. ولم يبق إلا بيترو جامبا قريبا من بايرون يرعاه قلقاً عليه لمعاناته من الحرارة والفزع والملاريا malarial air .
وفي ١٥ فبراير أصبح وجه بايرون على حين فجأة شاحبا في أثناء زيارة الكولونيل ستانهوب Stanhope، وسقط مغشيا عليه وراح في حالة تشنج فاقد الوعي. واستعاد وعيه فتم نقله إلى فيلته وتجمع حوله الأطباء وراحوا يفصدون بعلقات leeches تسحب الدم، وعندما تم إبعاد العلقات لم يتوقف نزيف الدم ووهن بايرون وأصبح يعاني من نقص دمه. وفي ١٨ فبراير تمرد رجال