الكتيبة التابعة له (السوليتو) مرة ثانية مهددين باقتحام فيلته وقتل كل الأجانب الذين يقابلونهم. فهب من سريره وهدأهم لكن أمله في قيادتهم ضد الترك في ليبانتو كان قد تلاشى وضاع بذلك حلمه بموت بطولي مثمر. وتلقى خطابا - كان كالعزاء له - من أوجستا لاي Augusta Leigh به صورة لابنته أدا Ada مع وصف لعادات الطفلة وميولها كما قدمته أنابلا - فالتمعت عيناه بالسعادة للحظات، فقد تنكرت له كل الأمور التي ألفها الناس.
وفي ٩ أبريل ذهب راكبا إلى بيترو Pietro وفي أثناء العودة دهمهم مطر عنيف وفي هذه الليلة عانى بايرون من القشعريرة والحمى. وفي ١١ من الشهر نفسه زادت حالته سوءا فلزم سريره وشعر بانهيار قواه وأدرك أنه على وشك الموت. وفي أيامه العشرة الأخيرة كان يفكر أحيانا في الدين لكنه ذكر الحقيقة أنني أجد صعوبة في معرفة ما يجب الاعتقاد فيه في هذا العالم وما لا يجب. هناك أسباب كثيرة معقولة تدفعني لأن أموت متعصبا، تماما كتلك الأسباب التي جعلتني أعيش حتى الآن مفكرا حرا وذكر الدكتور جوليوس ميلينجن Julius Millingen - طبيبه الرئيسي:
يجب أن أذكر بأسف لا حد له أنه رغم كوني لم أفارق وسادة اللورد بايرون خلال فترة مرضه الأخيرة إلا نادرا، فلم أسمعه يشير إلى الدين أية إشارة، غير أنني في لحظة واحدة سمعته يقول هل سأطلب الرحمة؟ وبعد فترة صمت طويلة قال تعال! تعال! لا ضعف، فلأكن رجلاً حتى النفس الأخير. وهذا الطبيب نفسه يرون عنه قوله: لا ترسلوا جثتي إلى إنجلترا. دعوا عظامي تفنى هنا! اطرحوني في أول ركن دون جلبة ولا تصرفات حمقاء.
وفي ١٥ ابريل، بعد أن انتابته حالة تشنج أخرى سمح لأطبائه بفصد دمه ثانيةً، فأسالوا منه رطلين من الدماء ورطلين آخرين في فترة لاحقة، ومات في ١٩ أبريل ١٨٢٩. وأظهر تشريح جثته - ولم يكن هذا أمرا معتادا - إصابته بتبول الدم (اختلاط بوله بدمه) ولم تكن هناك علامات على إصابته بداء الزهري (السيفلس syphilis) وظهرت أدلة أن كثرة الفصد والأدوية المسهلة (المسببة للإسهال) كانتا هما الأسباب الأخيرة لموته. وكان مخه من أكبر