عليه في مثال يوحنا المعمدان ويمكن استبقاء الاعتراف السمعي باعتباره من المقدسات على الرغم مما يحيط من شكوك بالأساس الذي يستند إليه في الكتاب المقدس (١). وأعظم قربان مقدس هو عشاء الرب أو العشاء الرباني. ويرى لوثر أن الفكرة التي تذهب إلى أن القسيس يمكنه بتعويذة من كلماته أن يغير الخبز إلى المسيح سخيفة تنطوي على التجديف، ورأى مع ذلك أن المسيح يهبط من السماء بمحض مشيئته ليكون حاضراً بطريق التجسد مع الخبز والنبيذ في القربان المقدس. وليس القربان المقدس سحراً كهنوتياً ولكنه معجزة إلهية دائمة (١٤٥).
ولا شك أن عقيدة لوثر في القربان المقدس وإحلاله عشاء الرب محل القداس ونظريته عن الخلاص بالإيمان لا بالأعمال الصالحات قد قوضت دعائم سلطة رجال الكهنوت في شمال ألمانيا.
وأخذ لوثر يروج لهذا النهج فرفض الاغتراف بالمحاكم الأسقفية والقانون الكنسي وأصبحت المحاكم المدنية في أوروبا اللوثرية هي المحاكم الوحيدة كما أصبحت السلطة الزمنية هي السلطة الشرعية الوحيدة. وعين الحكام الزمنيون موظفي الكنيسة وانتزعوا أملاكها وبدأوا في الاشراف على مدارسها مبرات الأديرة. وظلت الكنيسة والدولة مستقلتين إحداهما عن الأخرى من الناحية النظرية وإن أصبحت الكنيسة بالفعل خاضعة للدولة. وهكذا قدر للحركة اللوثرية التي كان يعتقد أنه الحياة بأسرها للاهوت أن تقدم، بلا قصد ورغم أنفها، ذلك التحول الشامل نحو الدنيوية الذي أصبح الموضوع الأساسي في الحياة العصرية.
[٩ - الثورة]
عندما سعى بعض الأساقفة إلى اسكات لوثر وأتباعه أطلق صرخة مدوية غاضبة كانت بمثابة الناقوس المنذر بالثورة تقريباً، ففي كتيب "ضد
(١) استدل به في الشعيرة اللوثرية الإعتراف الجماعي بالاثم على أن يتبعه الإبراء العام.