كتمان بيتهوفن لميوله الجمهورية. وفي سنة ١٨٠٨ تلقى عرضا مغريا من جيروم بونابرت Jerome Bonaparte، ملك وستفاليا ليأتي إلى كاسل Cassel ليعمل قائداً لأوركسترا في الفرقة الموسيقية الملكية فوافق بيتهوفن مقابل ستمائة دوكة ذهبية في العام ويبدو أنه كان لا يزال مؤملا في أذنيه اللتين كانتا في مرحلة قريبة من الصمم، عندما شاعت الأخبار أنه يتفاوض مع كاسل اعترض عليه أصدقاؤه ذاكرين له أن في قبوله لهذا العرض نقضا لولائه لفيينا فأجابهم إنه ظل يكدح في فيينا ستة عشر عاما دون أن يؤمن وضعه.
وفي ٢٦ فبراير سنة ١٨٠٩ تلقى بيتهوفن موافقة رسمية من الأرشيدوق بأنه إذا وافق بيتهوفن على البقاء في فيينا، فسيتلقى ٤،٠٠٠ فلورين سنويا، يدفع منها ردولف ١،٥٠٠ ويدفع الأمير لوبكوفتس Lobkowitz ٧٠٠، والكونت كينسكي Kinsky ١،٨٠٠، بالإضافة ما يكسبه بيتهوفن من أية أعمال يؤديها، ووافق بيتهوفن. وفي سنة ١٨٠٩ وهو العام الذي قبل فيه هذا العرض، مات الموسيقار هايدن المعروف ببابا هايدن فورث بيتهوفن تاجه.
[٤ - العاشق]
بعد أن حقق بيتهوفن الاستقرار في أحواله الاقتصادية راح يرنو لزوجة، فطالما كان تواقا لذلك. لقد كان رجلاً حارا محبا للجنس، ومن المفترض أنه وجد متنفسات مختلفة لطاقته لكنه شعر منذ فترة طويلة بحاجته إلى شريكة حياة دائمة. لقد كان في بون "في حالة عشق دائمة" على وفق ما ذكره صديقه فيجيلر Wegeler وفي سنة ١٨٠١ ذكر لصديقه هذا "فتاة حلوة عزيزة تحبه ويحبها" ويفترض بشكل عام أنه يقصد تلميذته ذات السبعة عشر ربيعا الكونتيسة جوليا جويشياردي Giulia Guicciardi إلا أنها - على أية حال - تزوجت الكونت جلنبرج Gallenberg. وفي سنة ١٨٠٥ عقد بيتهوفن آماله على الكونتيسة الأرملة جوزيفين فون ديم Josephine Von Deym التي أرسل لها إعلانا عاطفيا كالتالي:
إنني هنا أعدك وعدا مقدسا أنه في غضون وقت قصير سأقف أمامك وأنا جدير بنفسي وبك - آه لو أنك - فقط - راعيت هذا الذي أعنيه، وهو أن أجد سعادتي في أساليب حب لم ترينها .. آه يا جوزيفين الحبيبة إن رغبتي فيك ليست رغبة رجل في امرأة (ليست