كان للثورة أسباب كثيرة، وكانت لها نتائج يخطئها الحصر، وكانت الشخصيات التي أطاحت بها الأزمة من ابتداء ابني جراكس إلى أغسطس من أقوى الشخصيات في التاريخ، ولم تنشب قط قبل الحرب أو بعدها إلى أيامنا هذه حرب كان لأهدافها من الخطر مثل ما كان لتلك الحرب، ولم تمثل على المسرح العالمي في يوم من الأيام مأساة ما تمثيلاً أقوى مما مثلت به مأساة تلك الأيام. وكان أول أسباب هذه الثورة تدفق الحبوب الناتجة من عمل الرقيق في صقلية وسردانية وأسبانيا وإفريقيا، وما أحدثه تدفقها من خراب حل بالزراع الإيطاليين، إذ خفض ثمن الحبوب التي تنتجها أراضيهم إلى أقل من تكاليف إنتاجها. وكان سببها الثاني تدفق الرقيق الذين حلوا محل الزراع في الريف والعمال الأحرار في المدن؛ وكان ثالث هذه الأسباب زيادة عدد الضياع الواسعة. وكانت الدولة قد أصدرت في عام ٢٢٠ قانوناً يحرم على أعضاء مجلس الشيوخ أن يتعاقدوا على الأعمال العامة أو يستثمروا أموالهم في التجارة، فلما أن زاد ثراؤهم من غنائم الحرب اشتروا بهذه الأموال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وكانت الأرض في البلاد المفتوحة تقسم في بعض الأحيان قطعاً صغيرة وتباع للرومان