للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العموم اطلاعاً في ميادين السياسة الداخلية، والصناعة، والمالية. وبعد عام من إعلانه الفخور قصده الملك لا ليكون مجرد عضو في الحكومة بل ليرأسها. ولم يحظ رجل قط قبله برآسة الوزارة وهو في الرابعة والعشرين؛ وقل من الوزراء من ترك على التاريخ الإنجليزي بصمة أعمق مما ترك.

[٣ - الملك ضد البرلمان]

اختتم جورج الثاني ملكه الذي استغرق ثلاثة وثلاثين عاماً بشعور من النفور البين من السياسة الإنجليزية "لقد سئمت حتى الموت كل هذا الهراء الأبله، وأتمنى من كل قلبي أن يأخذ الشيطان كل أساقفتكم، وأن يأخذ الشيطان وزراءكم، وأن يأخذ الشيطان الجزيرة كلها، على أن أخرج منها وأذهب إلى هانوفر" (٦٢). وقد ألفى راحته في ٢٥ أكتوبر ١٧٦٠، ودفن في كنيسة وستمنستر.

ولقي ارتقاء جورج الثالث العرش يوم وفاة جده الترحيب الحماسي من كل الإنجليز تقريباً ما عدا قلة ما زالت تواقة إلى أسرة ستيوارت. وكان في الثانية والعشرين، فتى وسيماً، مجتهداً، متواضعا. (كان أول ملك إنجليزي منذ حكم هنري السادس يسقط من لقبه دعوى السيادة على فرنسا). وفي خطابه الأول للبرلمان أضاف إلى النص الذي أعده له وزراؤه كلمات ما كان أحد أسلافه الهانوفرين يستطيع أن يفوه بها: "أنني وقد ولدت وربيت في هذا البلد لأفخر بأنني بريطاني". كتب هوراس وليول يقول: أن الملك الشاب يبدو عليه كل مظهر اللطف. ففيه كثير من الكياسة الذي يخفف من الوقار الشديد، وطيبة فائقة تتفجر في جميع المناسبات" (٦٣). وقد زاد من حب الشعب له بالإعلان الذي أصدره في ٣١ أكتوبر "لتشجيع التقوى والفضيلة، ولمنع وعقاب الرذيلة، والتبذل واللاأخلاقية". وفي ١٧٦١ تزوج شارلوت صوفيا أميرة مكلنبورج-ستريلتس، وقد ارتضى