كارل ماركس بأطروحاته المخالفة وأسس الحركة التقدميّة في روسيا Nihilist movement وكان كبرنسكي نفسه متمرداً على نحوٍ ما متعاطفاً مع حركة الديسمبريين Decembrist التي قامت في سنة ١٨٢٥ ولما اتضح للسلطات أنه محرِّض اتجه لفلورنسا طلباً للأمان، حيث طلب منه متحفُ أوفيزي Uffizi صورةً له. ومات في إيطاليا في سنة ١٨٣٦ واعترفت به الأجيال الروسية اللاحقة كأعظم فنان روسي في عصره.
[٧ - الأدب الروسي]
في ظل كاترين الكبرى أزهر الأدبُ الروسيُّ وانحطّ في آن، فقلما شهد التاريخ حاكماً أبدى هذا الحماس للاستسلام لثقافة أجنبيّة، فقد أحبّت التنوير الفرنسي وجنّدت بحذق كُلاً من فولتير وديدرو Diderot وفريدريش ملشيور فون جريم Friedrich Melchior von Grimm كمدافعين فصحاء عن روسيا في كل من فرنسا وألمانيا. لكن عندما قامت الثورة الفرنسية اهتزّت كل العروش فتم استبعاد كل أرباب التنوير باعتبارهم أصل المقصلة (الجيلوتين guillotine) . لقد ظل البلاط الروسي يتحدث فرنسية القرن الثامن عشر لكن الكتَّاب الروس أظهروا ما في لغتهم الروسية من جمال، وكان بعضهم على وفق رواية مدام دي ستيل يطلقون على من يجهل لغتهم الروسية (أبكم وبه صَمَمُ) ودارت معركة حامية على مستوى الأمة بين المعجبين بالأنماط الأجنبية في الحياة والأدب والمتمسكين بالأخلاق الروسية، والعادات الروسية وأساليب الحياة والحديث في روسيا، وكانت هذه الروح مفهومة وضرورية لتأكيد ذات الأمة وطبيعتها وعقلها، وفتحت الطريق لفيض العبقرية الأدبية الروسية في القرن التاسع عشر. وقد استلهمت هذه الحركة اتجاهها إلى حد كبير من حروب إسكندر ونابليون.
وكان إسكندر نفسه رمزاً لهذا الصراع في طويّة نفسه وفي تاريخه لقد كان حسّاساً جداً للجمال من الطبيعة والفن، وفي المرأة وفي طويّة نفسه، لقد اعترف للفن بمعجزتين، معجزة الدوام والخلود فهو يخلّد الحب العابر ويخلّد الشخصية الطارئة، ومعجزة المعنى المتنور فهو يستخرج النموذج الأمثل من الواقع غير المتجانس. لقد جعل تأثير لاهارب La Harpe وفرنسة البلاط الروسي من حفيد كاترين الألمانية رجلاً مهذّباً (جنتلمان) يضارع أيّ غالي