(فرنسي) في مسلكه وتعليمه. وكان من الطبيعي أن يشجِّع كارامزين Karamzin وآخرين على إدخال اللطائف والحدّة الذهنية في الحديث الروسي وطرق التصرف.
تلك اللطائف والحدّة الذهنية السائدة في أسلوب الفرنسي إذا تحدث، وفي طريقته في التصرف، وأدّت صداقته لنابليون (١٨٠٧ - ١٨١٠) إلى تدعيم هذا الاتجاه الغربي Westward، لكن صراعه مع نابليون (١٨١١ - ١٨١٥) أدى إلى لمس جذوره الروسية فعاد ليتعاطف مع إسكندر شيزكوف Aleksandre Shiskov والسلافوفيليين Slavophils، وفي كلتا الحالتين كان إسكندر يشجع المؤلفين بالرواتب أو الوظائف الشرفية (حيث يتقاضى شاغلها راتباً دون أن يؤدي عملاً حقيقياً) أو الأوسمة أو المنح.
وأمر بأن تطبع الحكومة على نفقتها الأعمال المهمة أدبية كانت أم علمية أم تاريخية. وقدم العون المالي لترجمة أعمال آدم سميث وبنثام Bentham وبيكاريا Beccaria ومونتسكيو.
وعندما علم أن كارامزين يرغب في كتابة تاريخ روسيا لكنه يخشى أن يفتقر نتيجة تفرغه لهذا العمل، قدَّم له ألفي روبل كراتب سنوي وأمر وزارة الخزانة بنشر مجلداته على نفقتها.
وكان نيكولاي ميخائيلوفتش كارامزين Nikolai Mikhailovich Karamzin (١٧٦٦ - ١٨٢٦) ابنا لتتري من ملاك الأراضي في ولاية سيمبيرسك Simbirsk في حوض الفولجا الأدنى. وتلقَّى قسطاً وافراً من التعليم وأتقن الألمانية والفرنسية وقام برحلة أعد لها جيداً في كل من ألمانيا وسويسرا وفرنسا وإنجلترا استغرقت ثمانية عشر شهراً، وعندما عاد إلى روسيا أسس مجلة شهرية (the Moskovsky zhurnal) كان من أجمل ما نشر فيها ما كتبه هو عن رحلته (خطابات رحّالة روسي) إذ كان بأسلوبه السهل الرشيق لا يصف الأشياء التي رآها فقط. وإنما يعبّر عن مشاعره إزاءها مستوحياً تأثيرات روسو والنزوع الروسي الوجداني. وسار كارامزين خطى أوسع في اتجاهه الرومانسي هذا في روايته: ليز البائسة Poor Lisa (١٧٩٢) : وليزا هذه بنت فلاحة تعرضت للاغتصاب والهجر وانتحرت. ورغم أن الحكاية لا تدّعي أكثر من كونها قصة (من نسج الخيال) فإن البقعة التي أغرقت فيها ليزا نفسها أصبحت محجاً