للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوقة الشرف ومنحه مكاناً لإقامته في السوربون، وفي المكان المجاور لهذا الفنان الجائع للحب كانت تُقيم فنانة أخرى، إنها كونستانس مابيه Constance Mayer التي أصبحت خليلته ومديرة شؤون بيته وعزاءً له في شيخوخته. وفي سنة ١٨٢١ اعترى كونستانس ماييه وخز ضمير مفاجئ ومشاعر دينية عارمة وانتحرت. وتأثر برودون بهذا الحدث تأثراً كبيراً عصف به. وفي سنة ١٨٢٣ وافته منيته ولم يُحدث موته - إلاّ بالكاد - تأثيراً كبيراً في الحركة الرومانسية التي سبق له أَنْ عزّزها بالرجوع إلى أعمال الفنانين من ديفيد إلى واتو Watteau، فأعاد للفرنسيين من جديد حُبَّهم للجمال والحُسْن.

[٤ - المسرح]

كان نابليون مُلماً تماماً بالدراما الكلاسيكيّة في فرنسا، وكان إلمامه بأدب الدراما في بلاد الإغريق القديمة أقل. وكان نابليون يفضّل كورنيل Corneille لأنه وجد فيه ما شعر أنه فهم دقيق للبطولة والنبالة، وقد عبَّر كورنيل عنهما - فيما أحسن نابليون - بشكل أفضل كثيراً مما فعل راسين Racine قال نابليون في سانت هيلانة: "إن التراجيديا الجيّدة تقترب منا اقتراباً شديداً كل يوم" والتراجيديا من النوع الأرقى هي مدرسة العظماء: "إنه لمن واجب الحكَّام تشجيعها والعمل على تشجيع الناس على تذوّقها .. آه لو أنَّ كورنيل عاش في زماني لجعلته أميراً".

ولم يكن الإمبراطور يهتم بالكوميديا فلم يكن في حاجة للتسلية والترفيه، وكان تاليران يُشفق على السيِّد دي ريميوزا de Remusat لأنه كمسئول عن الحفلات والترفيه في البلاط الإمبراطوري. كان يتوقع أن يقوم بترتيب أمور الترفيه والتسلية لهؤلاء المسئولين المرهقين لكن هؤلاء المسئولين أنفقوا الأموال على الكوميدي فرانسيز Comedie-Francaise (المصطلح يعني المسرح الفرنسي وليس مرتبطاً بالكوميديا بالضرورة - المترجم) ونجومه. وقد رحَّب نابليون بتالما على مائدته كما رحب بالآنسة (المدموازيل) جورج Mlle. George على فراشه.

وفي سنة ١٨٠٧ قلَّص نابليون عدد مسارح باريس إلى تسعة مسارح وأعاد تأسيس المسرح الفرنسي Theatre Francais (وهو غير الكوميدي فرانسيز الآنف ذكره) كما كان