الثاني المتشكك فإنه من الصعب أن تكون محاولة لإرضاء الأتقياء، ولكنها تقترب من التقوى العقيدة القومية أكثر من أي شيء آخر طبعه فولتير. إنها تئكد الإيمان بالله الخالق فحسب ولكنها كذلك تصف الإحساس الخلقي عن الإنسان بأنه من غرس الرب (١٨). إنه هما يتحدث كمل يتحدث روسو ويستبق حماسة كانت للسلطان المطلق للظمير. أنه يحدد ديانته في سطر واحد:"أعبد الله وكن عادلاً وأحب وطنك". (١٩) ويعرض تنوع العقيدة الدينية ويرثي للكراهية والتعصب ويدعو إلى تسامح متبادل بين مختلف المذاهب والشيع، ويختتم بدعاء كان يمكن أن يقره أي قديس. وفي ٢٣ يناير ١٧٥٩ أمر برلمان باريس بإحراق القصيدة علناً. ويحتمل أن يكون هذا بسبب أن بعض أبياتها استنكر الجاسنية.
وقد تخلص إلى القول بأنه حتى عام ١٧٥١ - إلى أن يبلغ فولتير السابعة والخمسين تورع عم أي هجوم مباشر صريح على المسيحية أو الكنيسة الكاثوليكية. فماذا أثاره حفزه لشن الحرب في نفس الوقت الذي جنح فيه معظم الثائرين إلى السلم؟ أنه كان وقت صدور دائرة المعارف، والتفسيرات الدينية التقليدية لزلزال لشبونة، والإعدام الوحشي لكل من جان كالا Calas وشيفالييه دي لابار De La Barre.
٢ - فولتير ودائرة المعارف
كان فولتير في بوتسدام حين نشر المجلد الأول من دائرة المعارف (١٧٥١). ولابد أنه قرأ وهو مغتبط أشد الاغتباط السطور التي كتبها دالمبير تقديراً لفولتير وثناء عليه في "تشهير" حيث قال "قد اوفي هذه العبقرية الفذة حقها من الإجلال والمديح مما لقيه كثيراً من مواطنيه ومن الأجانب ومن أعدائه، ومما ستضيف إليه الأجيال المقبلة ثيراً حين يعود غير قادر على الاستمتاع بالإطراء والثناء". ورد فولتير على هذه التحية في رسالة مؤرخة ٥ سبتمبر ١٧٥٢ إلى دالمبير قال فيها "إنك وديدرو تقومان بعمل