سيكون فيه فخار فرنسا ومجدها، وعار وخزي لهؤلاء الذين سضطهدونكما أو يقفون في طريقكما. أنا لا أعترف من بين الفلاسفة البلغاء الأبك وبة" وعاهد نفس على مساندته تأييده، ولم يضيع أي فرصة لجذب الأنظار إلى الشروع باعتباره "عملاً ضخماً خالداً يتهم قصر الحياة الإنسانية ويبدد به (٢٠)".
ومهما يكن من أمر انشغال فولتير بأعمال الكبر-قرن لويس الرابع عشر، ورسالة في الاعتراف والعادات، وتورطه مع هرشك وموبرتوي وفردريك فإنه وجد فسحة من الوقت ليرسل إلى دالمبير (١٧٥٣) بمقالات موجزة: "مجرد مادة يمكنك تبويبها كيف تشاء وضمها إلى الصرح الخالد الذي تقيمه. إني أمدك ببعض لبنات تضعها في أية زاوية في البناء" (٢١). وتوسل إلى الأصدقاء ذوي النفوذ أن يعملوا على حماية المحررين. وفي ١٧٥٥ كتب إلى دالمبير "ما دام فيّ عرق ينبض بالحياة سأكون في خدمة مؤلفي الموسوعة اللامعين، وإني لاعتبره شرفاً كبيراً لي أن أسهم ولو بقدر ضئيل في أعظم وأجمل أثر باق للأمة للأدب" (٢٢) وارفق بهذه الرسالة مقالات عن النار والقوة والفسوق والعبقرية الفرنسية والذوق الفرنسي. وأطلع على المجلدات الخمسة الأولى مدققاً فاحصاً، فوجد أجزاء كثيرة جديرة بالثناء، كما حز رثى لبعض الأجزاء الأخرى، وطلب إلى المحررين أن يطالبوا كل الكتاب بالوضوح والإيجاز، وحذر دالمبير (الذي ظنه خطأ رئيس التحرير) بقوله "إن معاويك ضعاف فهناك جنود غير صالحين في جيش القائد العظيم .. ويؤسفني أن أجد في مقال "الجيم" أن الكاتب يعلن أن الجحيم واردة في شريعة موسى، وأقسم لك الآن بكل الشياطين أن هذا غير صحيح (٢٣).
وسرعان ما بعث بعدة مقالات صغيرة وببث ضخم في التاريخ. وحرص قسيساً عالماً من لوزان هو أنطوان نوى دي بولييه Noe de Polies على أن يكتب لدائرة المعارف مقالات عن "المايين والسحر والسحرة وعن المخلص