للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنتظر"، وكلها تعج بالهرطقة في هدوء وقد رأينا كيف أن فولتير كان مسئولاً إلى حد ما عن مقال دالمبير عن نيف ١٧٥٧، وخفف من هذه العاصفة التي ثارت بسبب هذه المقالات بدوة الكاهن المخدوع إلى العشاء. وحين أوشكت الكارثة أن تنزل بمشروع دائرة المعارف وتهدد بتوقفها عن الظهور، كتب إلى ديدرو:

"أي ديدرو الشجاع ودالمبير الجسور: امضيا في طريقكما .. هاجما الوغاد، واقضيا على تخرصاتهم الجوفاء وسفستهم الحقيرة وأكاذيبهم التاريخية تناقضاتهم وسخافاتهم التي لا حصر لها … لا تدعوا رجال الفر أرقاء مستعبدين لمن لا يتحلون بشيء من الفكر والذكاء. إن الجيل القادم سيكون مديناً لكما بالعقل والحرية" (٢٤).

ولم يجب ديدرو على هذه الرسالة، وأصر دالمبير على الانسحاب من المشروع. أما فولتير فخانته شجاعته وساءه صمت يدرو، ومن ثم قرر أن ينفض يديه من العمل. وفي ٦ أو ٧ فبراير كتب ثانية إلى ديدرو يطلب إليه إعاد المقالات التي لم تنشر، فأجاب ديدرو بأن الخطوطات عند دالمبير ولكن إذا كرر فولتير طلب إعادتها إليه فأته لن ينسى هذه الإساءة. وفي ٢٦ فبراير كتب فولتير إلى دارجننال يقول: "إني أحب ديدرو واحترمه ولكني غاضب". ولكنه كتب إليه مرة أخرى في ١٢ مارس: "إذا التقيت بهذا الرجل اليب ديدرو، فأبلغ هذا العبد المسكين أني أغفر له قدر ما أشفق عليه من كل قلبي" (٢٥) وفي مايو أرسل دالمبير المقالات المطلوبة إلى فولتير. ولك دالمبير استأنف العمل في دائرة المعارف في شهر يونية، فأرسل فولتير المقالات إليه ثانية، ولكنه طلب عدم ذكر أسمه إذا نشرت. واقترح نقل المشروع إلى بلد آخر لا يتعرض فيه لعنت الرقابة فعلاً أو توجساً. ورأى ديدرو أن هذا الاقتراح غير عملي. وفقد فولتير ثقته في قيمة موسوعة ضخمة باهظة التكاليف وسيلة لنشر الفكر المتحرر. وفي ١٦ يونية ١٧٥٨