للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسالة إلى مؤلف الدالين الثلاثة "إذا لم يكن الإله موجوداً فيجب أن نبتدعه، ولكن الطبيعة بأسرها تصبح فينا أنه موحود فعلاً. (١١) " والقصيدة كلها دعوة إلى الإيمان. إن فولتير يعود إلى قضية الإيمان بوجود إله واحد المرة بعد المرة، وكأنما يرد شكوكه. وفي السنوات العشرة الأخيرة من حياته كتب ضد الإلحا قدر ما كب ضد التقليدية في نفس الوقت شن حرباً ضد المفهوم المألوف للرب بأنه إله الانتقام الذي قدر على معظم الناس الحلود في عذاب الجحيم: "سيكون الجنس البشري تعساً بائساً إلى أبعد حد إذا ألف ارتكاب الفظائع قدر ما يألف التصديق بها (١٢) وإذا كان الرب قد خلق الإنسان على صورته فقد جازيناه على ذلك خير الجزاء (١٣) بتصويره على صورتنا. ولا شيء يوضح مفهوم الإنسان عن نفسه أكثر من فكرته عن الله".

وحاول فولتير جاهداً أن يوفق بين إيمانه بإله واحد وبين وود الشر. وفي محاولاته لتبرير العدل الإلهي لوجود الشر اقترب ممن تفاؤل ليبنتز (الذي عمد إلى تسفيهه في كانديد) إن الشر من وجهة نظر الجزء قد يكون خيراً، وعلى الأقل ليس شراً في منظور الكل. إن هذا ليس أحسن عالم يمكن تصوره بل أكثر ما يتحمل وجوده. (١٤) وكتب فولتير إلى فردريك ١٧٣٨ يقول "إذا حسب كل شيء وقدر أحسن تقدير فإن في هذه الحياة متع لا تعد ولا تصى أكثر ما فيها من مرارة. (١٥) " ولكن هذا كتبفي السنوات صحته وعافيته في اواسط عمره. ولم يؤمن بأن الإنسان شرير بالطبيعة بل على النقيض من ذلك اعتقد أن في الإنسان إحساساً فطرياً بالعدالة وشعوراً طيباً بالود نحو الآخرين (١٦) وهنا فوارق وتناقضات لا حصر لها في الأفكار الأخلاقية لدى الجنس البشري وفي عاداته. ولكن الشعوب تستنكر قتل الوالدين وقتل الإخوة والأخوات (١٧).

وفي بوتسدام ١٧٥٢ نظم قصيدة "القانون الطبيعي" (نشرت في ١٧٥٦) التي لخصت ديانته الطبيعية. "وحيث اتخذت القصيدة شكل رسالة إلى فردريك