"كتب على أساس يمكن أن يبرر وصف وندرسيه بأنه رجل شديد التمسك بالدين:
"إن المؤمن الموحد باللهرجل مقتنع كل الاقتناع بوجود كائن أسمى فاضل قوي معاً، خلق كل الموجودات يعاقب على الخطايا دون قسمة، ويثبت على صالح الأعمال في رفق وحنان. إن المؤمن لا يعرف كيف يعاقب الله وكيف يثبت، وكيف يعفو، ويغفر لأنه لم تبلغ به الجرأة حداً يخدع معه نفسه بأنه يدرك كيف يتصرف الله، ولكنه يعلم أن الله يفعل وإن الله عادل. إن العقباتب التي تواه العناية الإلهي لا تزعزع إيمانه لأنها مجرد عقبات ضخمة وليسلت اختبارات إنه يخضع نفسه لتلك العناية الإلهية، ولو لأنه لم يدرك منها إلا بعض آثارها وبعض المظاهر. إنه يحكم على الأشياء التي لا يراها بالأشياء التي يراها. ومن ثم فإنه يرى أن هذه العناي الإلهية تحيط بكل مكان وبكل زمان. وقد اتحد في هذا المبدأ مع سائر الكون. فإنه لا ينظم إلى أي من الشيع أوالطوائف التي تناقض نفسها. إن ديانته هي أقدم الديانات وأوسعها انتشاراً، لأن العبادة البسيطة لله سبقت كل الأساليب والطرق في العالم … أنه يؤمن بأن الديانة لا تقوم على آراء الميتا فيزيقا المبهمة التي يصعب سبر غورها، ولا على الزخارف العقيمة، بل تقوم على العبادة والتقديس والعدالة. إن عمل الخير عبادته والخضوع لله مذهبه … إنه يسخر من لوريتو ومكة ولكنه يغيث الملهوف ويدافع عن المظلوم (٨).
فهل كان فولتير مخلصاً في هذه الاعترافات؟ إن بعض الباحثين ينسبها إلى الحيطة والحذر، أو إلى الرغب في التحول إلى الإلحاد طوة خطوة، (٩) أو إلى أمل في أن يقلل غرس الإيمان الديني في خدمة من السرقة والاختلاس. وهناك في كتاب فولتير قطع يبدو أنها تبرر هذا التفسير (إذا كان لديك قرية واحدة لتحكمها، فينبغي أن يكون لها دين)(١٠). وإن امكثر الملاحظات اقتباساً عنه يبدو أنها تهبط بالديانة إلى مجرد منفعة عامة، ولكن سياق الكلام يلقىي على هذا البيت ضوء أكثر إشراقاً وإيضاحاً. أنه يوجد في