للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي يبدو واضحاً إنها تشجعه على نشرها. ويبدو أنه أقرها على ذلك وطرح المخطوطة جانباً، فلم تنشر قط طيلة حياته. وفوق هذا اصبح مقتنعاً بأن أية يتافيزيقا وأية محاولة لتفسير أصل العالم والإنسان وطبيعتهما ومصيرهما عن طريق العقل ستكون إلى الأبد فوق اقة البشر. قرأ الفلاسفة ولكن لم ترقه مناهجهم، وذهب إلى أن "الأقدمين قالوا كل شيء في الميتا فيزيقا وفي الأخلاق، وأننا دائماً نعارضهم أو نكررهم. وكل الب الديثة من هذا النوع هي مجرد تكرار معاد (٣) " ولابد أنه تأثر بمنهج سبينوزا لأنه أجهد نفسه في دحضه وتفنيده.

وعلى الرغم من تنصله وإنكاره لم يستطع أن يتغلب على ولعه بالخوض قي المسائل العيصة المستعصية. وبين الحين والحين فيما بين عامي ١٧٣٤ - ١٧٥٦ أخذ ينقب في الميتافيزيقا واللاهوت. وظل حتى آخر حياته يؤسس إيمانه بالله على حجة التخطيط أو التبير منذ البداية، ولو أنه عمد إلى تسفيه الترف في الغائية (الاعتقاد بأن كل شيء في الطبيعة مقصود به تحقيق غاية معينة). "قد لا أومن بأن الأنوف قد صنعت لتكون جسراً مريحاً للنظارات، ولكني مقتنع بأنها صنعت لنشم بها (٤) ". "وأليس من أشبع السخف والحماقات أن نؤكد أن العي لم تصنع لتبصر والإذن لتسمع والمعدة لتهضم؟ (٥) وعندما طرق مؤلف شاب الباب Les Delices (١٧٥٧) وقدم نفسه إلى فولتير على أنه "لحد شاب مستعد لخدمته، أجاب فولتير لي الشرف أن أستخدم ربوبياً، وعلى الرغم من تعارض آرائنا سأقدم لك طعام العشاء الليلة، وأقدم لك العمل غداً، سأستفيد من ذراع وعضلاتك لا من رأسك وهنك. (٦) أنه سمى نفسه ربوبياً ولكنه كان مؤمناً، أي أن إلهه لم يكن قوة غير مجسمة تماثل الطبيعةبشكل أو بآخر، ولكنه عقل واع يصمم العالم ويحكمه. وبعد ١٧٥٠ بصفة عامة أطلق على نفسه أنه مؤمن بوجود إله. (٧) وفي القاموس الفلسفي في مقال "الإيمان بوجود الله