١٨٠٠ - كما رسم كاترين المسنّة في لحظة بساطة وبراءة غير متوقَّعة أبداً من هذه المرأة الشَّبقه التوَّاقة للجماع، وترك لنا - في هيئة قاسية رسماً لامرأة مجهولة وعلى رأسها شعرها المستعار ربما كان يقصد بها مدام دي ستيل التي دارت في أنحاء أوروبا هروباً من نابليون.
أما فودور أليكسيف Feodor Alekseev بُعث إلى البندقية ليكون مهندس ديكور إلا أنه عاد ليصبح أحد أبرز رسَّامي المناظر الطبيعية الروس. وفي سنة ١٨٠٠ رسم سلسلة لوحات لموسكو بقيت لتكون أفضل مرشد لنا لشكل المدينة قبل أن يتم حرق ثلثها وأنف نابليون يَشُم ريح الحريق.
أما سيلفستر شيدرين Sylvester Shchedrin ابن النحات السابق ذكره فقد أحب الطبيعة أكثر من النساء كملهمة لفرشاته. بُعث إلى إيطاليا في سنة ١٨١٨ لدراسة الفن فأحب شمس نابلي وسواحلها وغاباتها، كما أحب كل ذلك في سورِّنتو Sorrento.
أما أوريست أداموفتش كبرنسكي Orest Adamovich Kiprensky (١٧٨٢ - ١٨٣٦) فاقترب من ذروة العظمة بين الرسامين الروس في عصره. وكان ابناً غير شرعي أنجبته امرأة من أقنان الأرض فتبنّاه زوجها وحرّره فوجد طريقه إلى أكاديمية الفنون الجميلة بعد أن ساعدته الظروف، ومن أفضل رسومه الأولى صورة لأبيه بالتبنّي، رسمها في سنة ١٨٠٤ وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، لقد بدا أمراً لا يُصدَّق أن يستطيع شابٌ في مثل هذه السن الوصولَ إلى الفهم والتمكّن اللذين يجعلانه يرى (وينقل) في صورة شخصية واحدة قوّة البدن وقوة الشخصية اللتين تجلّيا في سوفورف Suvorov وكوتوزوف Kutuzov، واللتين (قوة البدن وقوة الشخصية) قادا الروس المنتصرين من موسكو إلى باريس (١٨١٢ - ١٨١٣) أما الصورة التي رسمها كبرنسكي (١٨٢٧) للشاعر بوشكين Pushkin فمختلفة تماماً إذ أظهر فيها الجمالَ والوسامةَ والحساسيةَ والتأملَ ورأساً عامراً بالروائع.
ومرة أخرى نجد له عملاً فريداً، ونعني به تلك الصورة (١٨٠٩) للضابط الفارس إيفجراف دافيودوف Evgraf Davidov، وهي صورة بالحجم الطبيعي في حلة رسمية جميلة ومظهر فخور، وإحدى يديه على سيفه وفي سنة ١٨١٣ بعد أن أصبح العالمُ مختلفاً تماماً رسم صورة للشاب إسكندر بافلوفتش باكونين Bakunin ولا ندري مدى قرابته لميخائيل ألكزاندروفتش باكونين الذي أزعج في وقت لاحق