وفي هذه الأثناء أتى نيكولاس فرانسوا جِل Nicolas - Francois Gillet ليدرِّس النحت في سنة ١٧٥٨ في أكاديمية الفنون الجميلة التي كانت قد افتُتِحت في سان بطرسبرج قبل قدومه بعام. وكان أحد تلاميذه هو اف. اف شخيدرين (شيدرين) F. F. Shchedrin قد تم ابتعاثه إلى باريس لمزيد من إتقانه لفن النحت بالأزميل، وقد حقق نتائج باهرة حتى إن تمثاله فينوس Venus ضارع النموذج الفرنسي (المستحمّه Baigneuse) الذي نحته أستاذه جبريل دلجريه d'Allegrain. وكان شخيدرين هو الذي نحت الكارتيدات (أعمدة على هيئة نساء) الخاصة بالبوابة الرئيسية لأدميراليّة زخاروف Zakharov's Admiralty - والأخير من بين تلاميذ جل Gillet المشاهير هو إيفان ماركوس Ivan Markos - عمل لفترة مع كانوفا Canova وثوروالدسين Thorwaldsen في روما وأضاف إلى مثاليتهم الكلاسيكيّة شيئاً من العواطف الرومانسية التي حلت محل عصر الكلاسيكية الجديدة.
وقال النقاد إنه جعل الرخام يبكي وإن عمله لا يصلح إلا للقبور. ولازالت مقابر ليننجراد تعرض فنه.
واجتاز فن الرسم في روسيا تحولاً أساسياً من خلال التأثير الفرنسي في أكاديمية الفنون الجميلة. فحتى سنة ١٧٥٠ كاد الفن يكون دينيا تماماً إذ كان في غالبه يتكون من أيقونات Icons مرسومة بالألوان المموهة distemper، أو رسوماً جداريه (فريسكو fresco) على الخشب. وسرعان ما أدَّت الميول الفرنسية لكاترين واستدعائها للفنانين الفرنسيين والإيطاليين إلى أن قلّدهم الفنانون الروس، فانتقلوا من الرسم على الخشب إلى استخدام الكانفا Canvas ومن الفريسكو إلى الرسم بالزيت ومن الموضوعات الدينية إلى الموضوعات الأخرى المختلفة - تاريخية ووطنية وطبيعية وأخيراً شعبية.
ووصل أربعةُ فنانين إلى درجة الامتياز في عهد بول وعهد إسكندر. لقد وجد فلاديمير بورفكوفسكي Vladimir Borovikovsky (مودلات) جذابة من بين نساء البلاط الشابات بعيونهن المرحة أو المتأمّلة وبصدورهن العالية الفخورة وبملابسهن المزهرّة، وربما يكون قد تأثر بمدام فيجيه - ليبرون Vigee-Lebrun التي كانت ترسم في سان بطرسبرج في سنة