١٨٠٧ وما بعدها) مبنى ضخماً مستوحياً فيه معابد بيستوم Paestum ومحاكياً بورصة إسكندر برونجنيار Brongniart في باريس (١٨٠٨ - ١٨٢٧) - تحفة فورونيكين Voronykhin الفنية هي الكازانسكي سوبور Kazansky Sobor - الكاتدرائية التي أنشئت تخليداً لذكرى سديتنا (ستّنا) ست (سيدة) قازان التي أقيمت على ضفاف نهر النيفا Neva بين عامي ١٨٠١ - ١٨١١، بأروقتها التي تدور مدار نصف دائرة وقبابها الثلاث المدرَّجة التي تذكرنا بأعمال بيرنيني Bernini ومايكل أنجلو الخالدة أو ببانثيون سوفلو Soufflot's Pantheon في باريس - ومبنى الأدميرالية الأكثر مدعاة للتقدير حيث ربع ميل من الأعمدة والكارتيدات Caryatids (الكارتيد عمود على شكل امرأة) وأبراج الكنائس المدببة الذرى، ذلك المبنى الذي تم تصميمه لخدمة البحرية الروسية - ويضارع هذا مبنى الأركان العامة الذي أقامه في ميدان القصر روسّي Rossi بعد موت إسكندر بفترة وجيزة.
وبناء على وصية نيكولاس الأول Nicholas I تَوَّجَ ريكارد دي مونتفرّان de Montferrand عصر إسكندر بعمود مرتفع من حجر واحد (عمود مونوليثي) ربما ذكرنا بعمود فيندوم Vendome في باريس، فرغم أنَّ القيصر قد هزم فرنسا إلا أنه لم يفقد احترامه لفنها.
وجلس النحَّاتون الروس أيضاً تحت أقدام الفنَّانين الفرنسيين الذين ركعوا بدورهم أمام فنّاني روما الذي استعاروا من فن الإغريق رغم انتصار الرومان على الإغريق. وقبل كاترين الثانية الغربية الشرقية West - Oriented (المقصود تأثرها بالحضارة البيزنطية والرومانية معا)، كان تأثير الدين البيزنطي ذا طابع شرقي Oriental في غالبه يخشى الجسد البشري باعتباره أداةً للشيطان مما دفع الروس إلى الابتعاد عن معظم فنون النحت المتجسدِّة التي يراها المشاهد من كل الجوانب لكن شيئاً فشيئاً وببطء ومع الروح الوثنية الشهوانية للتنوير دخل النحت مع كاترين وتمَّ التخلِّي عن هذه المحاذير (التابو taboo) في خضم الحرب الداخلية وفي خضم التذبذب بين الدين والجنس.
لقد ظل إتْين موريس فالكون Etienne - Maurice Falconet الذي أغرته كاترين بترك فرنسا والقدوم إلى روسيا في ١٧٦٦ - وظل ينحت ويحفرُ حتّى سنة ١٧٧٨، وفي تمثاله المهم لبطرس الكبير لم يكتف برفع الحصان وراكبه في الهواء وإنما ترك العنان للفن الصحيح لتوصيل رسالته لا يعوقه شيء ودون أن يضع في الاعتبار شيئاً