بيير ديبوا ونيكول أرزم ومارسيليوس البادوي ونيكولاس الكوزاوي يطورون في العالم المسيحي الدراسات التي تبحث العلاقة بين الأقارب وأن كانت أقل تنسيقا. وقد خدم ديبوا ملك فرنسا فيليب الرابع كما خدم أوكهام ومارسيليوس الملك لويس البافاري بتوجيه حملات فكرية ضد البابوية. وفي ابتهال لشعب فرنسا للملك ضد البابا يونيفاس (١٣٠٨) وفي رسالة عن استرداد الأرض المقدسة أوصى المدره الغيور على هذا المبدأ بأن تجرد البابوية من كل أملاكها الدنيوية وسلطانها الزمني، وأن يرفض حكام أوربا الخضوع لسلطات البابا في محاكمهم وأن تنفصل الكنيسة الفرنسية عن روما وتخضع للسلطة الزمنية والقانون. وفضلا عن هذا فإن ديبوا مضى قدماً إن كل أوربا يجب تتحد تحت لواء ملك فرنسا باعتباره إمبراطورا يتخذ عاصمته في القسطنطينية وأن تكون هذه قلعة تناهض الإسلام وأنه يجب إنشاء محكمة دولية تفصل في المنازعات بين الأمم وأن تعلن مقاطعة اقتصادية لكل أمة مسيحية تبدأ الحرب ضد أمة مسيحية أخرى وأن تتاح للنساء الفرص التعليمية نفسها وأن تكون لهن نفس الحقوق السياسية كالرجال.
ويبدو أن أحدا لم يعر هذه الآراء التفاتا ولكنها اقتحمت التيارات الفكرية التي قوضت صرح البابوية. وبعد مرور قرنين على وفاة ديبوا اتبع هنري الثامن، الذي لم يسمع عنه ولا ريب، برنامجه هو وويكليف في الدين وفي مطلع القرن التاسع عشر أقام نابليون إلى حين أوربا المتحدة تحت الزعامة الفرنسية وجعل من البابا أسيرا للدولة. وليس من شك في أن ديبرا من زمرة المشتغلين بالشريعة الناهضين الذين كانوا يطمحون إلى ألا يقوم رجال الدين بتوجيه سياسة الحكومة. وقد فاز في معركته ونحن نجني اليوم ثمار انتصاره.
وقد كتب أورزم الذي أثار كثيرا من المناقشات الحامية حوالي سنة