بكلمات ساخرة لاذعة لقد نفد القضاء"، وكان ما كان ووصله خطاب من أوجستا لاي Leigh فقرأ على أنابلا استهلاله: "يا أعز خلق الله وأفضلهم وأولهم" وعلى وفق ما روته الزوجة فإنه كان يشكو قائلا:
"إنه إذا كنت تزوجته قبل ذلك بعامين لكنت قد أنقذته من علاقة لا يستطيع هو نفسه أن يسامح نفسه عليها - لقد قال إنه يستطيع أن يخبرني لكن لا يجوز لأن هذا سر شخص آخر … وتساءلت إذا كانت أوجستا تعرف هذه العلاقة، فبدا مرعوبا لتساؤلي"،
وعلى أية حال فيبدو أن أنابلا لم تكن تشك في أوجستا وقتها. وبعد ثلاثة أسابيع في (هالنابي هول) عاد العروسان وهما لا يزالان في شهر العسل إلى (سيهام) ليقيما مع أسرة (ميلبانك). وكيّف بايرون نفسه وأصبح أليفا لكل من حوله بمن فيهم زوجته. وبعد ستة أسابيع بدأ يَحِنّ لمباهج لندن وأصوات أصدقائه. ووافقت (أنابلا).
وفي لندن أقاما في مقر فاخر في ١٣ (بيكادللي تراس Piccadilly Terrace) وبعد يوم من وصولهما أتى (هوبهوس) واستعاد بايرون روحه الفَكِهه. تروي زوجته أنه طوال عشرة أيام كان رقيقا رقة لم أعهدها فيه أبداً من قبل وربما عرفاناً بالجميل أو خوفاً من الوحدة دعت أوجستا لقضاء بعض الوقت معهما. وبالفعل أتت أوجستا في أبريل سنة ١٨١٥ وظلت مقيمة معهما حتى يونيو. وفي العشرين من هذا الشهر زار جورج تكنور George Ticknor المؤرخ الأمريكي الذي تخصص في تاريخ الأدب الإسباني عش الزوجية الجديد وأثنى على مسلك بايرون. وفي هذه المناسبة دخل عم (أنابلا) مبتهجا بأخبار يحملها مفادها أن نابليون قد هزم لتوه في واترلو Waterloo، فقال بايرون "لقد كدت أموت كمداً لذلك".
وواصل بايرون كتابة الشعر. وفي أبريل ١٨١٥ اشترك مع مؤلفين يهوديين في إصدار (ألحان عبرية Hebrew Melodies) وقد ألف بايرون كلماتها ووضع اليهوديان ألحانها. وبيع منها عشرة آلاف نسخة رغم أن سعر النسخة كان جنيها إنجليزيا، وأصدر الناشر مري Murray طبعة بالقصائد وحدها (دون الألحان الموسيقية) لاقت أيضا رواجا كبيرا.
وفي أكتوبر أنهى بايرون (حصار كورنيث The Siege of Corinth) ، وقدمت ليدي بايرون نسخة واضحة للطابع. لقد قال بايرون لليدي بليسنجتون Blessington: " إن (أنابلا) على درجة كبيرة من الانضباط والتحكم في النفس بشكل لم أر له مثيلا .. وهذا يؤثر فيَّ