سنة ١٨٣٠. وعندما مات (١٨٣٢) كان قد حاز الشرف في كل أنحاء أوروبا باعتباره مؤسسا لعلم البالونتولوجيا paleontology (علم أشكال الحياة في العصور الجيولوجية السالفة) وعلم التشريح المقارن كما أنه جعل البيولوجيا (علم الأحياء) مفهومة للعقل الأوروبي وقادرة على تغييره.
وكان أبوه ضابطا في كتيبة سويسرية فازت بوسام الاستحقاق (الجدارة) وتزوج أبوه في الخمسين من عمره من زوجة شابة رعت بحب واهتمام ابنه من الناحيتين البدنية والعقلية (النفسية) وكان ابنه هذا هو جورج - ليوبولد - شريتي Georges Leopold-Chretien، لقد كانت تراجع واجباته المدرسية وهو طالب وتجعله يقرأ لها كلاسيكيّات الأدب والتاريخ، فتعلم كوفييه أن يكون فصيحا إذا كان الحديث عن الرخويات molluscs (كالمُحّار والبسيدج والحلزون .. ) والديدان worms .
وكان لديه من المال ليقدمه للأكاديمية التي كان تشارلز يوجين Charles Eugene دوق فيرتمبرج Wurttemberg قد أسسها في ستوتجارت Stuttgart حيث يقوم ثمانون معلماً بتعليم أربعمائة طالب مختار. وفي هذه الأكاديمية فُتِنَ لفترة بكتابات لينايوس Linnaeus وفُتِن بشكل دائم بكتاب بوفون Buffon: " التاريخ الطبيعي Histoire naturelle". وتخرّج من الأكاديمية وحصل منها على كثير من الجوائز لكن لم يكن لديه أي إرث يُتيح له تموين مزيد من الدراسة فعمل معلّما خصوصياً لدى أسرة تعيش بالقرب من فيكامب Fecamp على القنال الإنجليزي. وجذب اهتمامه بعض الحفريات (البقايا المتحجرة من عصور جيولوجية سالفة) قد ظهرت عليها - بكل معنى الكلمة - بقايا حياة نباتية وحيوانية لعصور ما قبل التاريخ.
كما فتنته بعض الأصداف (المحارات) المتجمعة من البحر بتباين تكوينها الداخلي وأشكالها الخارجية حتى أنه اقترح من خلالها تصنيفا جديداً للكائنات الحيّة وفقاً لتركيبها واختلافها أو بتعبير آخر وفقاً لطبيعة تكوينها واختلاف كل نوع منها عن النوع الآخر. ومن هذه البداية طوّر معلومات عن الحفريات وأشكال الحياة لم يكن لها نظير قبله وربما لم يحدث بعده أن ظهرت معلومات على الدرجة نفسها من القيمة. لقد عكف بشغف وحب استطلاع ودأب لا يكلّ ولا يمل.
ووصلت أخبار عن علمه وتطبيقاته إلى باريس وحظي بتوصيات مفيدة من أولئك الذين