مرات في كل عام في معبد كبير، تصدح فيه الموسيقى، لنقدم الشكر لله على كل نعمائه. فهناك شمس واحدة، وهناك إله واحد. ولتكن لنا ديانة واحدة (ومن ثم يكون بنو البشر إخوة)(١١٩). أن الشمس-كما يقولون مهدت له نصف الطريق إلى الله. وفي مايو ذ٧٧٤ وهو في سن الثمانين، صحا من نومه قبل الفجر، وصعد مع أحد أصدقائه ليشهد مشرق الشمس من تل قريب. وربما كان يقرأ روسو. وبلغ القمة وقد نال منه التعب، وأربكه جلال الشمس المنتصرة وعظمتها، فركع وصاح: يا الله العلي العظيم، اني أؤمن! لكن ثابت نفس فولتير إليه فقال وهو ينض على قدميه أما بالنسبة للسيد الابن والسيدة أمه، فتلك مسألة أخرى (١٢٠).
وذهب شيئاً فشيئاً إلى أبعد من ذلك فارتضى وجود رجال دين يعلمون الناس الفضيلة ويقومون الصلوات لله (١٢١). واعترف بأن الأساقفة في فرنسا وإنجلترا أسهموا في إقرار النظام الاجتماعي، ولكن الكاردينالات كانوا باهضي النفقة ويجب الاستغناء عنهم. وكان ينظر بعين الإجلال الإكبار إلى راعي الأبرشية البسيط الذي حفظ سجل القرية وساعد الفقراء وأصلح بين الأسرات المتنازعة، فهولاء الكهنة رعاة الأبرشيات يجب أن يكون احترامهم أكبر وأن تزاد مخصصاتهم، وألا يستغلهم رؤساء الكنيسة (١٢٢). وفي ساعات التجلي كان الائب العجوز يريد يادة الاجتماعات الدينية لتكون مرة في كل شهر، بل حتى في كل أسبوع (١٢٣). ويجب أن يكون هناك صلوات وتكبير لله، وعبادات ودروس في الأخلاق، ولكن لا قربان ولا ذبائح ولا توسلات، ولتكن العظات قصيرة. وإذا كان لابد من صور وثماثيل دينية فلتكن لتخليد ذكرى أبطال الإنسانية، لا ذكر القديسين المشكوك في أمرهم، مثل هنري الرابع (لا خليلاته). وينبغى ألا يكون هناك تعاليم خارقة ااطبيعة، اللهم إلا وجود إله عادل. ويجدر أن تخضع هيئة الكنيسة للدولة. وأن تتولى الحكومة تدريب رجال الدين ودفع أجورهم.