يساند الحرية التي كانت قد حمت ديفد هيوم، ووليم روبرتسون، وجيمس بوزول، وروبرت بيرنز وآدم سمث. وقيل إن محاضرات دوجالد ستيوارت Dugald Stewart لم يكن يحضرها الطلبة فقط وإنما كل أهل الفكر في أدنبره. ولا يكاد يكون ستيوارت معروفا اليوم خارج سكتلندا لكن الإسكتلنديين قد أقاموا تخليدا لذكراه معبدا كلاسيا صغيرا، هو واحد من أخلد النصب التذكارية فيها. لقد تبع توماس زيد Reid في إخضاع النتائج الشكوكية لهيوم، وعلم النفس كما قال به ديفد هارتلي (علم نفس الحيل اللاشعورية) للفطرة السليمة (التفكير البسيط التلقائي)(٥) وقد رفض المتيافيزيقا باعتبارها محاولة عبثية يقوم بها العقل mind (النفس) لسبر أغوار طبيعة العقل (النفس). (البارون منشوزن Munchausen هو وحده الذي استطاع أن يقتلع نفسه (يستأصلها) برباط حذائه). لقد اقترح ستيوارت أن يحل علم النفس الاستقرائي Inductive Psychology محل الميتافيزيقا إذ يمكن به استخدام أسلوب الملاحظة الصبورة الدقيقة للعمليات العقلية (النفسية) دون الادعاء بشرح العقل (النفس) نفسه. وكان ستيوارت رجلًا ذا بديهة وثقافة وصاحب أسلوب واستخدم كل هذا في تعريف الذاكرة والذكاء والأحلام والموهبة الشعرية. (لا زال موطنه ينبوعا لأغاني الحب كما أن بعض أجمل الألحان التي أدفأت شبابنا أتت من منحدرات جبال سكتلندا وضفاف أنهارها. وكان جيمس مل Mill رجلا حسن النوايا واسع العقل خصب الفكر - مع أنه أتخم ابنه بالتعليم وكان ابنا لصانع أحذية ومع هذا فقد تفوق في دراسة اللغة اليونانية في جامعة أدنبره. وعندما تخرج انتقل إلى لندن، واكتسب رزقه بالعمل في الصحافة، فكانت عيشته خطرة غير آمنة، وتزوج وأنجب طفلا أسماه جون ستيوارت على اسم صديقه عضو البرلمان. وبين عامي ١٨٠٦ و ١٨١٨ كتب (تاريخ الهند البريطانية History of British India) الذي حوى نقدا موثقا لسوء الإدارة والحكم فيها حتى إن كتابه هذا أدى إلى قيام إصلاحات كبرى في حكومة الهند.
وفي هذه الأثناء (١٨٠٨) قابل جيرمي بنثام وسرعان ما قبل بحماس أن معيار نجاح الممارسات السياسية والقيم الخلقية والأفكار هو قدرتها على تحقيق السعادة للبشر، وجعل من نفسه داعية لبنثام في بريطانيا. وكتب لدائرة المعارف البريطانية "في طبعتها الرابعة