للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض الدارسين الأكاديمية الملكية الأسبانية محاكاة للأكاديمية الفرنسية؛ وسرعان ما بدأت وضع معجم لغوي؛ وفي ١٧٣٧ اضطلعت صحيفة "دياريو دي لوس لتراتوس دي أسبانيا" بمنافسة "الجورنال دي سافان" الفرنسية. وكان الدوق ألبا الذي أشرف على الأكاديمية الملكية عشرين عاماً (١٧٥٦ - ٧٦) شديد الإعجاب بجان-جاك روسو (٢٠). وفي ١٧٧٣ - أكتتب بثمانية جنيهات ذهبية (لوي دور) لتمثال فولتير الذي كان يصنعه بيجال. كتب إلى دالامبير يقول "أنني وقد مضى عليّ بتثقيف عقلي سراً أغتنم هذه الفرصة للشهادة علانية بعرفاني وإعجابي بالرجل العظيم الذي كان أول من دلني على الطريق (٢١) ".

وحظي كتاب روسو "إميل" بإعلان مجاني حين أحرق في احتفال رسمي بكنيسة من كنائس مدريد (١٧٦٥) (٢٢). وعاد شباب من الأسبان الذين عرفوا باريس كالمركيز دي مورا الذي عشق جولي دلسبيناس إلى أسبانيا يحملون شيئاً من آثار الشكوكية التي التقوا بها في الصالونات. وهربت إلى أسبانيا نسخ من أعمال فولتير أو ديدرو أو رينال؛ فأيقظت بعض العقول المحددة. وكتب أسباني في ١٧٦٣ يقول "كان من أثر الكتب المؤذية الكثيرة التي راجت بين الناس؛ ككتب فولتير وروسو وهلفتيوس؛ أن كثر فتور الإيمان في هذا البلد (٢٣) ". وكان بابلو أو لافيدي يجهر بالأفكار الفولتيرية في صالونه بمدريد (حوالي ١٧٦٦) (٢٤). وحوت رفوف "الجمعية الاقتصادية لأصدقاء السلام" أعمالاً لفولتير وروسو وبيل ودالامبير ومونتسكيو وهوبز ولوك وهيوم (٢٥). وذكر الأبيه كليمان الذي جاب أرجاء أسبانيا عام ١٧٦٨ انتشار اللامبالاة بالدين انتشاراً واسعاً، لا بل الكفر بالعقيدة، المستتر وراء مراعاة الطقوس الكاثوليكية في الظاهر (٢٦). وقد أبلغ ديوان التفتيش في ١٧٧٨ أن كبار موظفي البلاط يقرؤون لجماعة الفلاسفة الفرنسيين (٢٧).

وكان من الأهمية بمكان للتاريخ الأسباني أن يصبح بدرو أباركا، كونت أراندا، خلال رحلة قام بها في فرنسا، صديقاً لفولتير. وقد نحكم