للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزجاج والجزر والفول السوداني والدخان والأفيون.

وكان من أسباب تيسير التبادل التجاري نظام الائتمان والنقود. فقد كان التجار يقرض بعضهم بعضاً بفوائد عالية تبلغ في العادة نحو ٣٦%، ونقول إنها عالية وإن لم تكن أعلى مما كانت في بلاد اليونان والرومان (٦٥). وكان من أسباب ارتفاع سعر الفائدة ما يتعرض له المرابون من أخطار شديدة، فكانوا من أجل ذلك يتقاضون من الأرباح ما يتناسب مع هذه الأخطار، ولم يكن أحد يحبهم إلا في مواسم الاستدانة. ومن الحكم الصينية المأثورة قولهم: "السارقون بالجملة ينشئون المصارف" (٥٧). وأقدم ما عرف من النقود ما كان يتخذ من الأصداف البحرية والمدي والحرير.

ويرجع تاريخ أقدم عملة معدنية إلى القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل (٥٨). وجعلت الحكومة الذهب العملة الرسمية في عهد أسرة شين، وكانت العملة الصغرى تصنع من خليط من النحاس والقصدير، وما لبثت هذه أن طردت الذهب من التعامل (١). ولما أخفقت التجربة التي قام بها وو دي والتي أراد بها أن يضرب عملة مصنوعة من الفضة والقصدير لكثرة ما زيف وقتئذ من النقود، استعيض عنها بشرائح من الجلد يبلغ طول الواحدة منها قدماً، وكانت هذه الشرائح مقدمة لاستعمال النقود الورقية. ولما أن أضحى ما يستخرج من النحاس أقل من أن يفي بالأغراض التجارية لكثرة البضائع المتداولة، أمر الإمبراطور شين دزونج في عام ٨٠٧ م أن تودع العملة النحاسية كلها في خزائن الحكومة وأن يصدر بدلاً منها شهادات مدينة أطلق عليها الصينيون اسم "النقود الطائرة"، لأنهم كما يبدو تحملوا متاعبهم المالية بنفس الطمأنينة التي تحمل بها الأمريكيون


(١) لا يزال النحاس هو العملة السائدة في الصين في هذه الأيام وتصنع منه "الكاشة" وهو عملة قيمتها ١ slash ٢٠٠ أو ١ slash ٣٠٠ من الريال الأمريكي (من نصف مليم إلى ثلثه) كما يصنع منه النئيل وهو يساوي ألف "كاشة".