استغرقت وقتاً طويلا وكلفت الكثير من الأموال وتأخر سداد مبلغ ٤٧٠٠ جنيه إسترليني التي كان السير جيمس لوثر مدينا بها كثيرا حتى إن الوصية الموجودة لم تكن تسمح سوى بست مائه جنيه لكل طفل وهو مبلغ لا يسمح أبدا بمواصلة تعليمهم ومع ذلك وجد أخوهم ريتشارد من الوسائل ما يمكنه من رؤية وليم في هوكشيد وفي أكتوبر سنة ١٧٨٧ التحق وردزورث بكلية القديس جون في كمبردج. وحث أحد أعمامه مدير الكلية لتقديم منحة دراسية له على أمل أن يتمكن من إعداد نفسه لتسلم منصب كهنوتي في الكنيسة الإنجليكانية Anglican، وبالتالي لا يشكل عبئا مالياً على أقاربه.
لكن وليم بدلاً من أن يعكف على دراسات تؤهله لمنصب كهنوتي راح يقرأ ما يعجبه، خاصة تشوسر Chaucer وسبنسر Spenser وشكسبير وميلتون Milton - واعترض على إلزامه بالحضور إلى الكنيسة مرتين في اليوم، فقد كان من الواضح أن قراءاته قد أزاحت شيئا من عقيدته الموروثة. لكن كثيرا من إيمانه وعقيدته الموروثة هذه لا بد أن يكون قد ظل مصاحباً له لأنه لم يكن يأنس لأفكار فولتير.
وفي يوليو سنة ١٧٩٠ حث زميل دراسته، ابن ويلز، روبرت جون على أن يدخرا معا عشرين جنيها للقيام معا برحلة - مشيا على الأقدام - في القارة الأوربية. واتخذا طريقهما إلى بحيرة كومو Como واتجها شرقا في سويسرا، وهناك أصبح المال اللازم معهما قليلا فأسرعا بالعودة إلى إنجلترا ليهدئا من غضب المسئولين الماليين. وعوض وردزورث، دوروثي عن إهماله لها طوال عام بأن
راح يقضي أيام الكريسماس معها في فورنست ركتوري Fornsett Rectory (المقابل الحرفي للكلمة ركتوري هو بيت القسيس) بالقرب من نورويتش Norwich - لقد كتبت دوروثي إلى جين بولارد Jane Pollard: " لقد اعتدنا أن نتمشى كل صباح نحو ساعتين، وكنا في كل يوم نذهب إلى الحديقة في الساعة الرابعة مساء … لنسير جيئة وذهابا حتى السادسة .. آه يا جين .. إنني لم أكن أشعر بالبرد عندما يكون معي". وكانت تأمل أن يصير رجل دين وأن يسمح لها عندئذ بأن ترعى بيته. وعندما تخرج من كمبردج (يناير ١٧٩١) تحطمت كثير من آماله بذهابه إلى لندن "حيث عاش في خمول يكاد يكون تاما" وكان في كل شهر من شهور مايو يقوم مع جونز Jones بجولة في أنحاء ويلز، فكانا يتسلقان جبل سنودون Snowdon (١٣٥٠ قدما) ليريا شروق