ماري Ottery St. Mary في ديفونشير Devonshire وكان جون دارسا للرياضيات المتطورة وعالما باللغتين اليونانية واللاتينية واللغات الشرقية، وهو مؤلف كتاب عن نحو اللغة اللاتينية A Critical Latin Grammar أما الابن الذي أصبح بعد ذلك يشير إلى اسمه بالأحرف الأولى (S. T. C) فقد وقع في إسار هذا التراث الذي تعلمه إذ كادت كل فقرة من فقراته تتضمن اقتباسا يونانيا أو لاتينيا. وقد روى - فيما بعد - ما كان عليه حاله من الثالثة إلى السابعة:
"لقد أصبحتُ نكداً شكِساَ رعديدا نمَّاما واشيا، وكان رفاقي في المدرسة يبعدونني عن اللعب معهم وكانوا دائما يؤذونني لذا فلم أسعد بألعاب الصبية ومن ثم عكفت على القراءة باستمرار … لقد قرأت في السادسة من عمري بيليزاريوس Belisarius وروبنسون كروزو Robinson Crusoe وألف ليله وليلة … فتملكتني الأشباح … وأصبحت حالما وأصبحت أعاني انحرافا في صحتي إثر أي نشاط جسماني، وكنت جباناً رعديدا عاطفيا انفعاليا بشكل مبالغ فيه .. وكنت كسولا مكروها من الصبية لأنني كنت أستطيع القراءة والهجاء … وكانت لدي ذاكرة قوية وقدرة على الفهم تكادان تنمان عن نضج غير طبيعي، وكنت موضع إطراء وإعجاب من النسوة كبيرات السن … ولذا فقد أصبحت مختالا فخورا، وأصبحت قبل أن أبلغ الثامنة من عمري شخصية (المقصود شخصا ذا سمات خاصة) من حيث الأحاسيس والخيال والزهو والكسل، ومشاعر الاحتقار العميق والمرير لكل من يمر على تفكيري. حتى لو كان من المبرزين المشاهير".
وكان موت أبيه (١٧٧٩) الذي كان الشاعر يحبه بعمق صدمة عنيفة له. وبعد موت أبيه بعامين أُرسل إلى مدرسة خيرية في لندن تابعة لمستشفى يسوع Christ's Hospital لمواصلة تعليمه. وكانت الوجبات التي تقدمها هذه المدرسة هزيلة وكان النظام فيها صارما، وقد تحدث في أواخر حياته عن العقاب الشائن الذي أنزلوه مضاعفا وبقسوة على صبي شعر أن أسرته قد نسيته. لقد أرادوا له أن يكون قسّا بينما كان هو يرنو أن يكون صانع أحذية. وفي سنة ١٨٣٠ (في هذا التاريخ كانت ذاكرته - على نحو خاص لا يُعوّل عليها) جُلد، وهو يروي لنا قصة جلده ولم تكن هي المرة الوحيدة، فيقول: