جويون Guyonh كتابه "مهبط الوحي عند الفلاسفة الجدد"(١٧٥٩ - ١٧٦٠) وهو كتاب هجاء ونقد. ونشر الكاهن بلوش Pluche كتابه "مشهد الطبيعة" في ثمانية مجلدات (١٧٣٩ - ١٧٤٦). وظهرت منه ثماني عشرة طبعة غالية الثمن، عرض فيه عجائب العلم وأدلة التدبير المقصود في الطبيعة ليثبت وجود إله أسمى في العقل والقوة. وإذا وجد العقل البشري بعض الألغاز في المشهد الضخم، فيكن متواضعاً. ولا ينبغي لنا أن ننبذ الإله لأننا لا نستطيع فهمه وإدراكه، ولنقدم له في نفس الوقت الشكر على بديع صنعه. أما الأب جوشا Gauchat فأنه في ١٥ مجلداً بعنوان "رسائل نقدية"(١٧٥٥ - ١٧٦٣) هاجم فرضية التطور عند بيفون وديدرو وغيرهما ببرهان طائش "إذا كان الناس يوماً أسماكاً … فأن هذا استتبع واحداً من أثنين، فإما أنه ليس للإنسان نفس روحية خالدة، أو أن للأسماك مثل هذه النفس، وكلتاهما فرضية تنافي التقوى والدين"(٣). ووافق الفلاسفة فرحين مهللين. وأكد الأب سيجورن Sigorgne في كتابه "الفلسفة المسيحية" على لزوم الدين دعامة للأخلاق، فأن القيود العلمانية الخالصة تؤدي إلى شحذ أذهان المجرمين الذين لا يعودون يؤمنون بالله البصير بكل شيء. وفي ١٧٦٧ نشر الأب شاندن Mayeul Chandon القاموس المضاد للفلسفة، وقد ظهر منه سبع طبعات. أما الأب نونوت Nonotte وهو يسوعي سابق تحلى بسعة الإطلاع والثقافة مثل أعضاء طائفته (٤)، فإنه أخرج في ١٧٧٠ كتابه الضخم "أخطاء فولتير" وقد بيع من هذا الكتاب أربع طبعات في عامه الأول، وست طبعات في ثمانية أعوام. وفي ١٨٥٧ عد فولتير هذا الكتاب من بين ما تقرأ إما بوفاري. ودافع الأب جويني Guenee عن الكتاب المقدس بروح وذوق وكياسة وتفقه في كتابه "رسائل بعض اليهود"(١٧٧٦). وهي رسائل توهم بأنهم صادرة من بعض علماء اليهود. وسلم فولتير بأن نقد جويني "لاذع إلى حد بالغ (٥) ". ووجه المدافعون الكاثوليك وابلاً من النيران في كل شهر