ضد الفلاسفة في نشرة "الدين المنتقم". وفي ١٧٧١ بدءوا يصدرون "موسوعة منهجية"، أوسع حتى من موسوعة ديدرو، تهاجم كل نقاط الضعف في قلعة الشك هذه.
وواجه الماديون (أنصار المذهب المادي) خصماً عنيداً في شخص نقلا سلفستر بيزانسون. أن كتابه "الربوبية تفند نفسها"(١٧٦٥) كان "رد كاهن حقيقي على قسيس سافوي الذي ابتدعه خيال روسو (٦) " ومن أجل كتابه "صدق براهين المسيحية"(١٧٦٧) تلقى رسالة ومديح من البابا. وفي سن الواحدة والخمسين (١٧٦٩) رفع إلى مرتبة كاهن في كاتدرائية نوتردام في باريس، وأصبح كاهن الاعتراف لبنات الملك لويس الخامس عشر. وفي نفس العام نشر كتاب "دفاع عن المسيحية ضد مؤلف فضح المسيحية"-وهو ضربة موجعة إلى دي هولباخ. وسرت جمعية رجال الدين بهذا الكتاب فقررت له في ١٧٧٠ معاشاً سنوياً قدره ألفاً من الجنيهات ليتفرغ للدفاع عن العقيدة. وفي بحر سنة أخرج كتاباً في مجلدين تحت عنوان "اختبار المادية" وهو رد على كتاب دي هولباخ "منهج الطبيعة" وأوضح مرة أخرى أن الذهن هو الحقيقة الوحيدة المعروفة لنا بطريق مباشر، فلم نهبط به إلى شيء آخر معروف لدينا عن طريق الذهن فقط (٧). واتهم دي هولباخ بعدة تناقضات: ١ - أعلن البارون أنه لا سبيل إلى معرفة الله، ولكنه طبق بعد ذلك على المادة كل صفات الاتناهي والأبدية ٢ - أنه قبل مذهب الحتمية ومع ذلك حض الناس على إصلاح سلوكهم. ٣ - نسب الديانة إلى:
(أ) إلى جهل الإنسان البدائي. (ب) وحيل الكهنة ومغالطتهم. (جـ) إلى مكر صانعي القانون وبراعتهم. -فلنتركه يقرر. وطرح الكاهن نقد العهد القديم جانباً بإيضاحه أن ناسخي كلام الله من البشر كانوا قد استخدموا المجازات والاستعارات الشرقية. ولذلك ينبغي ألا يؤخذ الكتاب المقدس دائماً بحروفه. والعهد الجديد هو جوهر المسيحية، وحياة المسيح