للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى طول نهر الراين. وواصلت انجلترا حروبها في البحر وقدمت للنمسا إعانة مالية قيمتها ٦٠٠،٠٠٠ جنيه إسترليني لتمويل حروبها البرية على فرنسا. وكانت النمسا تحكم لومبارديا Lombardy منذ سنة ١٧١٣، وهي الآن متحالفة مع تشارلز إمانويل الرابع Charles Emmanuel IV ملك سردنيا وبيدمونت Piedmont الذي كان يأمل في استعادة سافوي Savoy ونيس Nice اللتين استولى عليهما الفرنسيون في سنة ١٧٩٢.

وكانت حكومة الإدارة قد تركت أمر التخطيط لعملياتها العسكرية في سنة ١٧٩٦ لكارنو Carnot، فخططها بحيث تشن فرنسا ثلاث هجمات إختراقية على النمسا. فكان على جيش يقوده جوردا Jourdan أن يهاجم النمساويين عند الحدود الشمالية الشرقية على طول سامبر Sambre والميز Meuse وعلى جيش آخر بقيادة مورو Moreau أن يتقدم ضد النمساويين على طول الموسيل Moselle والراين وعلى جيش ثالث بقيادة نابليون أن يحاول طرد النمساويين والسردينيين من إيطاليا. أما جوردا فبعد أن حقق بعض الانتصارات، واجه القوات المتفوقة للأرشيدوق كارل لودفيج Karl Ludwig فعانى من الهزائم في أمبرج Amberg وفيرتسبورج Wurzburg وتراجع إلى الشاطئ الغربي للراين. أما مورو فتقدم بجيشه في بافاريا وكاد يصل إلى ميونخ ثم علم أن الأرشيدوق المنتصر يمكن أن يقطع خطوط مواصلاته أو أن يهاجمه عند مؤخرة جيشه فانسحب إلى الألزاس. وكأمل أخير لجأت حكومة الإدارة إلى نابليون.

وعندما وصل إلى نيس في ٢٧ مارس وجد أن "الجيش المعد لغزو إيطاليا" ليس على حال يسمح له بمواجهة القوات النمساوية والسردينية التي تسد المدخل الضيق في إيطاليا بين البحر المتوسط وجبال الألب الشاهقة. وكانت قواته مكونه من ٤٣،٠٠٠ مقاتل شجاع اعتادوا على الحروب في الجبال لكن ملابسهم بائسة ونعالهم بائسة، وطعامهم الكفاف حتى إنهم كانوا يضطرون للسرقة ليظلوا على قيد الحياة، ويكاد لا يصلح منهم لخوض معارك شاقة سوى ٣٠،٠٠٠، خيولهم قليلة جداً، ويكادون يكونون بلا مدافع. كما أن الجنرالات الذين وضع على رأسهم نابليون ابن السبع والعشرين سنة كانوا مستاءين لتعيينه قائدا لهم وأرادوا أن يشعروه بأنهم أعلى خبرة (هؤلاء الجنرالات هم أوجيرو