للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذهن الواعي عليها. ويرى أن لسبيناس مثال واضح على الحالة الأولى ويقول لها في رقة "إنك ستوزعين وقتك بين الضحك والدموع ولن تكوني أكثر من طفل" ويذكر تفسيراً فسيولوجياً للأحلام: "النوم حالة لا يعود يوجد فيها تنسيق بين الحواس عن طريق الوعي أو الهدف، ولا يعود يوجد أي عمل مدبر أو نظام وضبط والسيد (النفس الواعية) ستسلم لهوى أتباعه (الحواس) … هل الخيط (الأعصاب) مشدود؟ إذن يرى أصل الشبكة (المخ). وإذا أراد خيط السمع فإنه يسمع. والفعل ورد الفعل (الأحساس والأستجابة) هما الشيئان الوحيدان اللذان يبقيان بينهما. وهذا نتيجة طبيعية لقانون الأستمرار والعادة. إذا بدأ الفعل بالغاية الشهوانية التي قدرتها الطبيعة للذة الحب، وتكاثر النوع فإن أثره على أصل الحزمة (المجموعة) هو الكشف عن صورة المحبوب. ومن جهة أخرى إذا ظهرت هذه الصورة بادئ ذي بدء لأصل الحزمة فستكون شدة الرغبة الشهوانية وهياج السائل المنوي وتدفقه، هذه كلها ستكون نتيجة رد الفعل … وفي حالة اليقظة تذعن الشبكة للصور التي يطبعها في الذهن شيء خارجي. وفي حالة النائم، فإنه من ممارسته شعوره الخاص، ينبثق كل شيء في نفسه. وليس في الحلم شيء يصرف الأنتباه ومن ثم كانت حيويته ونشاطه" (١٧).

وربما أحس بودرو بأن المريض الذي كان قد قرر زيارته قد يشفى بالطبيعة أسرع منه بالدواء، ولذلك نسيه، وأنطلق يشرح الجبرية (الإيمان بالقضاء والقدر) ويصف "إحترام الذات، والخجل والندم" بأنها صبيانيات مبنية على جهل وغرور شخصي ينسب لنفسه مزايا ونقائض في لحظة لا مفر منها (١٨).

وأفتتن ديدرو بالطبيب بوردو ناطقاً بلسانه، حتى أنه في الجزء الثالث "مواصلة المحادثة" أغفل دالمبير. وإذ تحرر الطبيب فإنه أنكر العفة بأعتبارها أمراً غير طبيعي، ويقر الأستمناء متنفساً ضرورياً عن الحويصلات المكتظة أو المحتققة "أن الطبيعة لا تجيز شيئاً غير ذي فائدة. فهل أكون ملوماً في