بمرور ملايين القرون وتقلباتها؟ … ومن يدرينا أن الكائن المفكر الذي يحس ويشعر موجود على كوكب زحل؟ … هل يمكن أن يكون للكائن المفكر الذي يحس ويشعر في زحل حواس أكثر منا؟ آه إذا كان الأمر كذلك لكان ساكن زحل سيء الحظ لأنه كلما أزدادت الحواس أزدادت الحاجات (١٤)".
ويعلق بوردو على ذلك "أنه علىحق طبقاً لنظرية لا مارك في التطور العضوي، فإن الأعضاء تولد الحاجات وبالتبادل تولد الحاجات الأعضاء".
ويصحو دالمبير لحظة ويجد بوردو يقبل لسبيناس فيحتج. ويأمرانه بالعودة إلى النوم فيمتثل. وينسى الطبيب وصاحبته الصالون ويتتبعان الأفكار التي بدأت في الحلم ويشير بودرو إلى ولادة المخلوقات الإنسانية الغريبة ويتحدى المؤمنين بالتخطيط الألهي أن يفسروها. وتسنح للأنسة لمحة خاطفة بارعة "ربما كان الرجل مجرد صورة مشوهة من المرأة أو المرأة صورة مشوهة من الرجل (١٥). ويضيف الطبيب إلى هذا على طريقة ديدرو "الفرق الوحيد بينهما أن لأحداهما كيس يتدلى في الخارج وللأخر كيس مثبت في الداخل". ويستيقظ دالمبير ويحتج "أنت تتحدث بكلام بذئ إلى الأنسة لسبيناس" وينهض بودرو لأنه كان على موعد مع مريض آخر، ويتوسل إليه دالمبير أن يبقي ليفسر له:"كيف حدث أنه ظل كما هو بالنسبة لنفسه وللآخرين طوال التقلبات التي عاناها طوال سني حياته على حين أنه ربما لم يعد لديه شيء قط من الجزيئات التي كانت عند مولده"؟ قيجيب الطبيب "أنها الذاكرة و … بطء التغيرات". وتقدم الآنسة قياساً مثيراً "أن الدير يحتفظ بروحه لأنه يمتلئ بالرواد شيئاً فشيئاً وإذا قدم راهب جديد فأنه يجد مائة راهب قديم يقودونه إلى أن يفكر ويحس مثل ما يفعلون هم أنفسهم (١٦) ".
ويسيطر بوردو منذ الآن على المناقشة وهو يفرق بين النزعة الرومانتيكية والنزعة التقليدية القديمة حسبما تسيطر الحواس على الذهن الواعي أو يسيطر