الكاثوليكي -، وتبشر "بالوطنية" كدين رسمي. وفي ٢٨ أكتوبر سنة ١٧٩٣ أصدر المؤتمر الوطني مرسوما بمنع تعيين أي إكليريكي مدرساً في مدارس الحكومة، وفي ١٩ ديسمبر صدر بيان بجعل التعليم الابتدائي مجانيا وإلزاميا للأولاد كلهم. أما البنات فكان من المتوقع أن تعلمهن أمهاتهن أو يتلقون التعليم في الأديرة أو على يد معلمين خصوصيين.
وكان من الضروري إرجاء تنظيم المدارس الثانوية إلى ما بعد الحرب، وعلى هذا ففي ٢٢ فبراير سنة ١٧٩٤ بدأ المؤتمر الوطني في تأسيس "المدارس المركزية Ecoles Centrales" التي أصبحت هي مدارس المحافظات أو الدوائر Lycees الثانوية. وتم افتتاح مدارس خصوصية Special للتعدين والأشغال العامة والفلك والموسيقي والفنون والحرف، وفي ٢٨ سبتمبر سنة ١٧٩٤ بدأت مدرسة البوليتقنية Ecole Polytechnique التدريس في مجالها المميز. وتم إغلاق الأكاديمية الفرنسية في ٨ أغسطس سنة ١٧٩٣ باعتبارها مركزا للمعارضين القدماء، لكن في ٢٥ أكتوبر سنة ١٧٩٥ دشن المؤتمر الوطني أكاديمية أخرى هي المعهد القومي الفرنسي الذي ضم أكاديميين مختلفين لتشجيع كل العلوم والفنون، وتجمع في هذا المعهد العلماء والباحثون الذين أخذوا على عاتقهم إنجاز التراث الفكري التنويري، وهم الذين أعطوا حملة نابليون على مصر أهمية دائمة (بفضل إنجازاتهم العلمية).
١/ ٧ - السلطة الرابعة The "Fourth Estate"
الصحفيون والصحافة: قد يكون لها أهمية تفوق المدارس من حيث تأثيرها في تشكيل عقل فرنسا وحالتها النفسية في هذه السنوات المفعمة هياجاً. فأهل باريس وعلى نحو أقل أهل فرنسا عامة كانوا يلتهمون ورق الصحف التهاما بشغف شديد (المقصود يقرءونه برغبة عارمة) كل يوم. لقد ازدهرت صحف الشباب (صحف الهجاء أو الفضائح) التي راحت تجرح السياسيين والعلماء وتقلل من أقدارهم أمام العامة. وقد التزمت الثورة في (إعلان حقوق الإنسان) بالمحافظة على حرية الصحافة، وقد جرى تنفيذ ذلك خلال فترة حكم الجمعية الوطنية فالتأسيسية (١٧٨٩ - ١٧٩١) لكن نتيجة اشتداد حدة النزاع بين الفرقاء عمد كل جانب إلى التقليل من عدد منشورات أعدائه، لكن الواقع أن حرية الصحافة قد ماتت بإعدام الملك (٢١ يناير ١٧٩٣)،
وفي ١٨ مارس أصدر المؤتمر الوطني قرارا بإعدام كل: "من يقترح قوانين بتقسيم الأراضي وتوزيعها أو أية قوانين تؤدي إلى تدمير