"يجب أن تحذفوا من مقرراتكم الدراسية كل ما يتعلق بعقائد أي دين وشعائره (أو طقوسه) من أي مذهب كان. إن الدستور يكفل حرية العبادة، لكن تدريسها ليس جزءاً من المقررات الدراسية العامة (الحكومية) ولا يمكن أن تكون أبدا مجالاً للتدريس. لقد قام الدستور على قاعدة الأخلاق العامة (غير المرتبطة بدين) وهي أخلاق (مبادئ أخلاقية) صالحة لكل زمان وكل مكان وكل الأديان فهذا القانون (الأخلاقي) محفور في ألواح الأسرة البشرية - إنها - أي هذه الأخلاق الصالحة لكل زمان ومكان ودين - هي ما يجب أن تكون روح دروسكم وهدف وصاياكم والرابط بين مجالات الموضوعات التي تدرسونها كما أنها الرباط الذي يربط بين أفراد المجتمع".
وهنا نجد هذا المبدأ الذي جرى النص عليه بوضوح كان واحدا من أكثر مشروعات الثورة صعوبة، فتلك قضية من أصعب قضايا عصرنا: أن تبني نظاما اجتماعيا اعتمادا على نظام أخلاقي قائم على عقيدة دينية. وقد اعتبر نابليون ذلك اقتراحا غير عملي، وكان على أمريكا أن تلتصق به حتى عصرنا هذا.
١/ ٦ - التعليم Education
تولت الدولة الإشراف على التعليم بدلاً من الكنيسة، وعمدت الدولة إلى أن تجعل من هذه المدارس مراكز تربوية لتنمية الذكاء وتعميق الأخلاق، وترسيخ الوطنية. وفي ٢١ أبريل سنة ١٧٩٢ قدم كوندورسيه Condorcet مسئول التعليم العام للجمعية التشريعية تقريرا تاريخيا داعيا إلى إعادة تنظيم التعليم حتى يحدث:
"التقدّم الدائم المستمر في مجال التنوير مما قد يفتح موارد لا نهاية لها لسد احتياجاتنا ومداواة عللنا ولتحقيق السعادة للفرد والرخاء للجميع".
وقد عوّقت الحرب تحقيق هذا التصور المثالي، لكن في ٤ مايو سنة ١٧٩٣ جدد كوندورسيه عرضه لكن على أساس أضيق مما سبق. لقد قال:
"البلاد (فرنسا) لها حق تربية أبنائها وتنشئتهم، ولا يمكن أن نعهد بهذه المهمة إلى طموح الأسرة، ولا إلى أفراد مفسدين … فالتعليم لا بد أن يكون مباحاً للفرنسيين كلهم وعلى قدم المساواة ..... إننا نعول عليه كثيرا ليكون متمشيا مع طبيعة حكومتنا ومبادئ جمهوريتنا الراقية"
وهذه الصياغة كما هو واضح تحل عقيدة محل أخرى - الوطني بدلاً من