وبعد وفاته عثر على ثلاثة خطابات في درج مغلق، وكانت هذه الخطابات من بين أرق وأحر خطابات الحب التي عرفها التاريخ. لكنه لم يرسلها أبدا، ولم يذكر فيها اسما بعينه ولا عنوانا، فظلت خطابات غامضة .. الخطاب الأول يحمل تاريخ ٦ يوليو صباحا، ويحكي عن قيامه (بيتهوفن) برحلة تواقة إلى مكان غير محدد في المجر للقاء امرأة، وفيما يلي بعض عبارات هذا الخطاب:
يا ملاكي، يا كلي، يا نفسي (يا روحي) .... أيمكن أن يصمد حبنا إلا من خلال التضحيات - إلا بالكف عن طلب كل شيء - أيمكنك أن تغيريه فلا تكوني كلية لي، ولا أكون كلية لكِ - آه يا إلهي طالع جمال الطبيعة، ولتقر عينك بهذا الذي يجب أن يكون - الحب يحتاج لكل شيء - سنلتقي يقيناً في وقت أوشك حينه .. قلبي مليء بالكثير الذي أودّ قوله لك. آه إن هناك لحظات أشعر فيها مع ذلك أن الكلام ليس شيئا (لا قيمة له)، فلتبق حقيقتي، وكنزي الوحيد، وكلي (وكل كياني) تماما كما أنا بالنسبة لكِ فأنا حقيقتك وكنزك الوحيد وكلك (روحك) …
المخلص لك
لودفيج LUDWIG
والخطاب الثاني مختصر كثيرا وهو مؤرخ في مساء الأحد، ٦ يوليو وينتهي كالتالي:
آه يا إلهي، كم أنت قريب وكم أنت متعال! أليس حبنا حقا صرحا سماويا - محكم كالقبة الزرقاء.
أما الخطاب الثالث فنقرأ فيه ما يلي:
صباح الخير - كتب في ٧ يوليو
رغم أنني في سريري إلا أن أفكاري تنطلق إليك يا حبي الخالد سعيدة طورا وحزينة طورا، في انتظار أن أعرف هل سيصغي لنا القدر أم لا. إن حياتي لا تكون كاملة إلا بك، فإما حياة أنت فيها بجانبي وإما لا حياة - نعم لقد قررت أن أتجول طويلا بعيدا عنك حتى أستطيع أن أطير إلى ذراعيك، لأقول ساعتها إنني أصبحت حقا في بيتي، وأرسل روحي لتستقر فيك في عالم الأرواح .... آه يا إلهي، لم كان ضروريا أن أفارق من أحب لتصبح حياتي في فيينا بائسة؟.
لقد جعلني حبك في وقت من الأوقات أسعد الرجال وأتعسهم - ففي مثل عمري أحتاج حياة ثابتة مستقرة .. كوني هادئة، فبالهدوء وحده يمكن أن نحقق هدفينا بالعيش