حدائق، أو أنها كانت قريبة من الحقول المكشوفة، ومن ثم يمكن جمع مختلف أنواع الأزهار التي ترنم بها شكسبير. وحصلت البيوت على التدفئة بإحراق الخشب، واستخدمت معظم المصانع الفحم لتوليد الطاقة، ولكن أسعار خشب التدفئة ارتفعت كثيراً في القرن السادس عشر، وحدا ازدياد الطلب على الفحم بملاك الأراضي إلى التنقيب عن الرواسب في أراضيهم. وجيء بالعمال الألمان لتحسين التعدين وعلم المعادن. وحرمت إليزابث استخدام الفحم في لندن، ولكن ثبت أن أوامرها كانت أقل حسماً من الضرورة الاقتصادية (٢). وزادت محلات النسيج واتسعت بعد لجوء النساجين والقصارين إلى إنجلترا هرباً من جور دوق ألفا في الأراضي الوطيئة، وجلب الهيجونوت من فرنسا مهاراتهم الحرفية والتجارية، على أن رجلاً إنجليزياً هو الكاهن الموقر "وليم لي" هو الذي اخترع (١٥٨٩)"جهاز الجوارب" شبه الآلي للحياكة. وكان صيد السمك أكثر الصناعات ازدهاراً، لأن الحكومة شجعتها بغية تعويد الناس على ركوب البحر والملاحة، ومن ثم تهيئ احتياطياً للبحرية. ومن انحنت ثم إليزابث إجلالاً للكنيسة الكاثوليكية، وأمرت رعاياها أن يمتنعوا عن أكل اللحم يومين في الأسبوع، وأيام الصوم التقليدية في الصوم الكبير.
وكانت نقابات التجار والصناع قد سلبتها القوة والفعالية قيود العصور الوسطى وتوجيهاتها، ومن ثم ظلت النقابات تفقد أسواقها في عصر النزعة الفردية والتجديد. وجمع المتعهدون المهرة رأس المال، واشتروا المواد الخام، ووزعوها على المتاجر والأسرات، واشتروا الإنتاج، ثم باعوه، قدر ما تحتمل ظروف التجارة والمقايضة. وبدأت الرأسمالية في إنجلترا في البيت، بعمل الأب والأم والابنة والابن، للمقاول أو الملتزم. أما وقد نشأ الآن "هذا النظام المنزلي" فقد سار حتى أواخر القرن الثامن عشر. وكان كل بيت تقريباً، بمثابة مصنع مصغر ينسج فيه النساء، ويغزلون الكتان والصوف، ويحكن ويطرزن، ويقمن بتحضير الأدوية من الأعشاب وتقطير المشروبات، ونجحن إلى حد كبير في النهوض بفن الطبخ، في إنجلترا.
وسنت حكومة إليزابث القوانين للاقتصاد بمثل ما سنت به للعقيدة، من غيرة