والبوابات من الحديد أو البرونز، والمحفورات الخشبية على كثير من حواجز المذبح في الكنائس، ومقاعد المرتلين كتلك التي نقشها بيدرو دي مينا لكاتدرائية ملقا، والمصابيح، والصلبان والكئوس، والعلب، والمظال المشغولة بالفضة أو الذهب، كصناديق خوان دي أرفي العالمية الشهرة،؛ ثم التماثيل الصغيرة من الخشب أو العاج او المرمر أو البرونز، والمطرزات والموشيات التي إزدانت بها مذابح الكنائس وتجملت بها النساء، وزجاج برشلونة المغشى بالمينا، وآنية تلافيرا (طلبيرة) من الصفيح المزجج.
كادت الكنيسة قبل مجيء فيلاسكويز أن تكون الراعي والحكم الأوحد في التصوير. وكان من آثار الأحاسيس القاتمة التي اصطبغ بها اللاهوت والورع الأسبانيان، والتي ربما كانت إنعكاساً لصخور الإقليم الكئيبة وقيظه المحرق، انها لم تسمح إلا بالقليل من الفكاهة أو الخفة أو التأنق في علاج الموضوعات، وأنها حرمت تصوير العرايا، وأعرضت عن تصوير الأشخاص ومناظر الطبيعة، وشجعت ضرباً من الواقعية الجافية التي اتكأت على جوانب الإيمان المخيفة أكثر من جوانبه المعزية، فعلى الصور أن تقر العقيدة وتؤججها في النفس بالخيال الملتهب والصرامة الديرية. وانتهى الأمر بأن المصورين أنفسهم رأوا الرؤى وادعوا الوحي الإلهي. وقد نافس فليب الثاني الكنيسة في رعاية المصورين، ولكن موضوعات التصوير ظلت دينية. وحين كلفهم النبلاء برسم صور كانوا عادة يتبعون القاعدة نفسها، ولم يبدأ توجيه التصوير وجهة دنيوية إلا بفيلاسكويز وفليب الرابع. ودخلت بعض المؤثرات الأجنبية لتعدل من هذا التأثير الكنسي. مثال ذلك أن كاردوتشي وتسوكارو ونحو ثمانية عشر فنانا إيطاليا آخرين طمعوا الفن الأسباني بطابع أرق، وقدم انطونيس مور من فلاندر عام ١٥٧٢ وتأثر الرسامون الأسبان الذين زاروا الأراضي المنخفضة بروح فانديك، كذلك ناشد روبنز، الممتلئ حيوية ومرحاً، الفنانين الأسبان حين اكتسح مدريد عام ١٦٠٣، أن ينظروا إلى الحياة لا إلى الموت.