يساعد درموت على استرداد عرش لينستر. وكانت نتيجة هذا التأكيد أن تلقي درموت من رتشرد فتز جلبرت Richdrd Fitz Gilbert إيرل بمبروك بويلز الملقب "بالقوس السمحة" وعداً بالمساعدة العسكرية إذا تعهد له بأن يزوجه بإيفا وأن يخلفه على عرش مملكة درموت. وزحف رتشرد في عام ١١٦٩ على رأس قوة صغيرة من أهل ويلز إلى أيرلندة، وأعاد درموت إلى عرشه بمساعدة قساوسة لينستر، ولما توفي درموت (١١٧١) ورث مملكته. فما كان من روري أكنور Rory o' Connor ملك أيرلندة الأعلى وقتئذ إلا أن سار على رأس جيش لقتال الغزاة من أهل ويلز، وحاصرهم في دبلن وسد عليهم جميع المسالك. وهجم المحاصرون هجمة صادقة على الأيرلنديين وفكوا الحصار، وفر الإيرلنديون السيئو التدريب الناقصو العتاد. واستدعى هنري الثاني رتشرد فعبر البحر إلى ويلز، وقابل الملك، ووافق على أن يسلمه دبلن وغيرها من الثغور الأيرلندية، وأن يتولى ما بقي من لينستر إقطاعية من التاج البريطاني. ونزل هنري إلى البر قرب ووترفورد Waterford (١١٧١) على رأس قوة تبلغ أربعة آلاف رجل، وتلقي معونة رجال الدين الأيرلنديين، وقدمت له أيرلندة كلها عدا كونوت Connought وألسستر Ulster فروض الولاء، وتبدل فتح ويلز لأيرلندة فتحاً نورمانياً- إنجليزياً دون إراقة دماء. وعقد المطارنة الأيرلنديون مجلساً دينياً أعلنوا فيه خضوعهم للبابا خضوعاً تاماً، وقرروا أن تكون شعائر الكنيسة الأيرلندية من ذلك الحين متفقة مع شعائر كنيستي إنجلترا وروما. وسمح للكثرة الغالبة من ملوك أيرلندة أن يحتفظوا بعروشهم، على شريطة أن يعلنوا ولاءهم الإقطاعي لملك إنجلترا، وأن يؤدوا إليه جزية سنوية.
ونال هنري بغيته بمهارة فائقة واقتصاد في المال والأرواح، ولكنه أخطأ إذ ظن أن القوة التي تركها وراءه تستطيع المحافظة على السلم والنظام. يضاف إلى هذا أن عماله أخذوا يقتتلون لاقتسام الغنائم، كما شرع أعوانهم وجنودهم ينهبون