البلاد دون أن تفرض عليهم إلا أقل رقابة، وسخر الفاتحون جهودهم لتحويل أهل أيرلندة إلى أرقاء أرض. وعمد الأيرلنديون إلى حرب العصابات يقاومون بها الفاتحين، وكانت نتيجة هذا أن هوت البلاد في وهدة الفوضى والدمار، وظلت ذلك قرناً من الزمان، حتى عرض بعض الزعماء الأيرلنديين بلادهم على اسكتلندة في عام ١٣١٥. وكان ربرت بروس Robert Bruce الاسكتلندي قد هزم الإنجليز توا عند بنكبيرن Bannockbnrn قبل ذلك. ونزل إدوارد أخو روبرت في أيرلندة ومعه ستة آلاف رجل؛ وأصدر البابا يوحنا الثاني عشر قراراً بحرمان كل من يساعد الأسكتلنديين، ولكن لأيرلنديين جميعهم تقريباً ثاروا إجابة لنداء إدوارد، وتوجوه ملكاً على البلاد في عام ١٣١٦. ولكنه هزم وقتل بعد عامين من ذلك الوقت، وأخفقت الثورة وسط مظاهر الفقر واليأس.
ويقول رانلف هجدن Ranulf Higden، وهو رجل بريطاني عاش في القرن الرابع عشر، إن الاسكتلنديين شعب "مرح"، رجاله أقوياء، غلاظ إلى حد كبير، ولكنهم إذا امتزجوا بالإنجليز صلحت حالهم كثيراً. وهم قساة على أعدائهم، يكرهون القيود أكثر من كراهيتهم كل شيء آخر، ويرون أن العار كل العار أن يموت منهم رجل في فراشه، والفخر كل الفخر أن يموت في ميدان القتال (٥٣).
وبقيت أيرلندة أيرلندية ولكنها فقدت حريتها، وأصبحت اسكتلندة بريطانية ولكنها بقيت حرة؛ وتضاعف عدد الإنجليز، والسكسون، والنورمان في الأراضي المنخفضة، وأعادوا تنظيم الحياة الزراعية حسب الأساليب الإقطاعية. وكان ملكولم الثالث Malcolm III (١٠٥٨ - ١٠٩٣) رجلاً محارباً غزا إنجلترا عدة مرات، ولكن زوجته الملكة مرجريت كانت أميرة أنجليسكسونية نشرت اللغة الإنجليزية في البلاط الاسكتلندي، وجاءت إلى البلاد برجال الدين الذين يتكلمون اللغة الإنجليزية، وربت أبناءها على أسس التربية الإنجليزية واتخذ دافد الأول David I، (١١٢٦ - ١١٥٣) آخر هؤلاء الأبناء وأقواهم