وأدت ظروف غريبة متتابعة نتجت عن نباتيته (مذهبه في الاقتصار على تناول ما هو نباتي) إلى دمار زواجه الأول. فبسبب إعجابه بجون نيوتن قابل أخت زوجته (أي أخت زوجة جون نيوتن) السيدة جون بوينتون John Boynton النباتية الجمهورية، الجذابة رغم شعرها الأبيض، والقادرة على إجراء مناقشات تنم عن علم وثقافة بالغتين.
وفي يونيو سنة ١٨١٣ وضعت هاريت Harriet مولودة جميلة أسماها شيلي (يانث Ianthe) وفي هذا الصيف انتقل بزوجته وابنته والأخت إليزا إلى براكنل Bracknell وهو مكان جميل يبعد عن لندن بثلاثين ميلا. وبعد ذلك بفترة يسيرة استأجرت السيدة بوينتون منزلاً هناك وجمعت حولها المهاجرين الفرنسيين (الذين تركوا فرنسا بسبب الثورة الفرنسية) والراديكاليين الإنجليز الذين كانت آراؤهم في الحكم والتشريع تعجب شيلي. وزادت فترات افتراقه عن هاريت وابنته يانث وإليزا Eliza فقد كان يذهب للاستمتاع بصحبة السيدة بوينتون وأصدقائها وابنتها المتزوجة.
ولم تعد علاقته بزوجته حميمة تماما كما كانت إذ يعدو أنه بدأ يشعر بشيء من التأخر في تطورها الفكري، كما أنها راحت تنشغل بابنتها انشغالا شديدا، ولم تعد تهتم بالسياسة بل راحت تهتم كثيرا بالمسرات والملابس الجميلة، وقد اشترى من أجلها عربة غالية الثمن، وفي هذه الفترة الحرجة تلقى في ٢٦ مايو ١٨١٣ من والده ما يفيد أنه (شيلي) إذا لم يتراجع عن إلحاده atheism ويعتذر لعميد كليته في أكسفورد، فإنه (أي الوالد) سيحرمه من الميراث ويمنع عنه كل مساعدة مالية وكان شيلي قد استدان مقدماً على حساب الثروة التي ستأتيه بعد ذلك (استدان في ٤ أغسطس ١٨١٣) وذعرت هاريت وأختها إليزا. أحقا لا تستحق باريس إقامة قداس؟! (المقصود أن هذه الأحوال ومثلها مبرر كاف لقيام الثورة الفرنسية)
ورفض شيلي التراجع عن آرائه وواصل سهراته المسائية التي تقيمها السيدة بوينتون. وأرسل جودوين ما يفيد أن دائنيه يهددون بالقبض عليه وطلب المساعدة. وفي يونيو سنة ١٨١٤ انتقلت هاريت وابنتها إلى باث Bath متوقعة أن يلحق بها زوجها بسرعة، لكن شيلي ذهب إلى لندن واستأجر غرفة في شارع فليت وحاول أن يجمع مالاً لصالح جودوين وكان غالبا ما يتناول غداءه على مائدة هذا الفيلسوف في شارع سكينر