ورماد العظام؛ غث المذاق مدمر للجسم. ولا يجهل القوم الطيبون هذا الغش ولكنهم يفضلونه على الخبز الصحي، لأنه أكثر بياضاً … وهكذا يضحون بمذاقهم وصحتهم … والطحان أو الخباز مضطر إلى تسميمهم … ومثل هذا الفساد الشديد يظهر في لحم العجول الذي يأكلونه، والذي يبيضون لونه باستنزاف دمه مراراً وتكراراً، وبغير هذا من الوسائل الخبيثة؛ وقياساً على هذا يصح للمرء أن يتناول غذاءه بمثل هذا الاطمئنان من قطعة محمرة من قفاز جلد الماعز .. .. ولن تصدقوا أن الجنون بلغ بهم أن يسلقوا خضرهم ومعها قطع نحاسية من نصف البنس لينضروا لونها (١١٤)".
وعليه يهرع ماثيو عائداً إلى ضيعته الريفية، حيث يستطيع أن يتنفس ويأكل دون أن يعرض حياته للخطر. وفي طريقه إليها، بعد أن انتهى ربع القصة، يلتقط غلاماً ريفياً فقيراً في أسمال بالية يدعة همفري كلنكر "كانت نظراته تنبئ بالجوع، ولم تكد الخرق التي يلبسها تستر ما يقتضي اللياقة إخفاءه". ويعرض هذا الصعلوك أن يسوق العربة، ولكن حين يتربع على مقعد السائق العالي تنشق سراويله العتيقة، وتشكو المسز طابيثا برامبل (أخت ماثيو) من أن همفري "جرؤ على أن يؤذي بصرها بإبداء أردافه العارية". ويكسو ماثيو الصبي، ويلحقه بخدمته، ويحتمله بصبر حتى حين يصبح الفتى واعظاً مثودياً عقب سماعه جورج هوايتفيلد.
ويبدو جانب آخر من الموقف الديني في المستر-الذي يقابله برامبل في سكاربرو، والذي يفاخر بأنه تحدث إلى فولتير في جنيف "عن تسديد اللطمة القاضية لخرافة المسيحية (١١٥)" ويدخل خارجي آخر اسمه الكابتن لزماها جو القصة في درم-"رجل طويل هزيل، يتفق مظهره هو وحصانه مع وصف دون كخوته ممتطياً جواده روزنانتي". وقد عاش بين هنود أمريكا الشمالية، وهو يقص في لذة كيف أن هؤلاء الهنود قد شووا على النار مرسلين فرنسيين لقولهما أن الله سمح لابنه "أن يدخل أحشاء امرأة، ويعدم كما يعدم المجرمون"، ولأنهما زعما أنهما يستطيعان "تكثير الله إلى ما لا نهاية بالاستعانة بقليل من الدقيق والماء" وكان لزماهاجو "يكثر استعمال ألفاظ مثل