والسلاح اللذين يستطيعان الإطاحة بها، وهم في هذه المحاولة يستطيعون الاعتماد على تأييد الاكليروس الذين ساءهم فقدان أراضيهم وأقنانهم. وخافت من الخلل الذي قد تحدثه هجرة جماعية من الفلاحين المحررين إلى مدن غير مستعدة لإسكانهم أو إطعامهم أو تشغيلهم. على أنها قامت بخطوات نحو عتق الأقنان. فجددت مرسوم بطرس الثالث الذي حرم شراء الأقنان لتشغيلهم في المصانع، وفرضت على أرباب العمل أن يدفعوا أجور عمالهم نقداً وأن يراعوا ظروف العمل التي يقررها موظفو المدينة أو "المير"(٦٠)؛ ولكن حتى مع هذا ظل وضع الأقنان الصناعيين وضع العبودية القاسية المذهلة. وحرمت كاترين القنية في المدن التي أنشأتها (٦١)، ثم عتقت الأقنان المشتغلين على الأراضي التي أخذت من الكنيسة نظير دفعهم رسماً صغيراً (٦٢)، على أن هذه التحسينات طغت عليها منحها المتكررة من أراضي الدولة لمن أخلصوا لها الخدمة كالقواد أو رجال الدولة أو العشاق، وعلى هذا النحو أصبح أكثر من ٨٠٠. ٠٠٠ من الفلاحين الأحرار أقناناً. وارتفعت نسبة الأقنان في سكان الريف من ٥٢. ٤% في بداية العهد إلى ٥٥. ٥% في ختامه، وزاد عدد الأقنان من ٧. ٦٧٠٠. ٠٠٠ إلى ٢٠. ٠٠٠. ٠٠٠ (٦٣). ثم أكملت كاترين استسلامها للنبلاء بـ "خطابات الامتياز للنبلاء"(١٧٨٥): فقد أكدت فيها من جديد إعفاءهم من ضريبة الرؤوس، والعقوبة البدنية، والخدمة العسكرية، وحقهم في ألا يحاكموا إلا أمام أمرائهم، وفي استخراج المعادن من أرضهم، وفي امتلاك المشروعات الصناعية، وفي السفر إلى خارج البلاد كما يشاءون. وقد حظرت على الملاك أن يكونوا طغاة أو قساة، ولكنها أبطلت مفعول هذا الحظر بمنع الأقنان من أن يرسلوا إليها شكاواهم.
ولجأ الفلاحون بعد أن أخمد صوتهم على هذا النحو إلى الفرار أو التمرد أو الاغتيال. وقد قتل ثلاثون من السادة الإقطاعيين بأيدي فلاحيهم بين عامي ١٧٦٠ و١٧٦٩؛ واندلعت خمسون فتنة بينهم فيما بين عامي ١٧٦٢ و١٧٧٣ (٦٤). وكانت هذه الفتن تخمد سريعاً حتى قائم زعيم ثائر عرف كيف يحول السخط نظاماً، وأسلحة اللاحين انتصارات. ذلك أن إمليان بوجاشيف كان قوزاقياً من إقليم الدون، حارب في صفوف الروس ضد