صالونها، وتحمّل بتسامح أبوي استعصاءها عليه فلم تسمح له بغزوها ولم تمكنه من الوصول إلى المُرام وإن كان هو - فيما يظهر - لم يكن مصراً على حقوقه الزوجية.
وفي سنة ١٧٩٨ اشترى منزل جاك نيكر Jacques Necker في شارع مونت بلانك Mont-Blanc في باريس. وأثناء إجراءات إتمام الصفقة تقابلت جوليت التي كانت قد بلغت واحداً وعشرين عاماً مع مدام دي ستيل البالغة اثنين وثلاثين عاماً. لقد كان لقاءً بالصدفة لكن هذا اللقاء كان بداية صداقة استمرت طوال العمر لم يستطع أن ينهيه حتى التنافس في مضمار الحب. وحذت جوليت حذو مدام دي سيتل (الأكبر منها سناً) والتي جمعت في صالونها الرجال المشاهير والبارزين في عصرها من رجال دولة ومؤلفين،
فافتتحت - أي جوليت - صالونها في منزلها الجديد (١٧٩٩) لتعقد فيه اجتماعات دورية للرجال والنساء البارزين في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية في باريس، وقضى لوسين Lucien بونابرت وزير الداخلية وقتاً قصيراً يبثها فيه حبّه الذي لا نهاية له، فأظهرت له خطابات زوجها الملتهبة التي ينصحها فيها بمعاملة لوسين بصبر خشية أن يتعرض بنك ريكامييه لعداء من الأسرة الحاكمة الصاعدة، وأطفأ نابليون النيران المتأججة حباً في صدر لوسين بأن أرسله كسفير في أسبانيا.
وربما كان نابليون نفسه قد صوّب عينيه على جوليت وليمة جديرة بملك لكن اتجاهاتها كانت مختلفة تماماً، فرغم تحذيرات زوجها ومنصب أبيها المتقلقل (غير المستقر) كمسئول للبريد في الحكومة القنصلية، فإنها رحبت في صالونها بالموالين للملكية مثل ماثيو دي مونتمورنسي Mathieu de Montmorency، والجنرالات المعادين لنابليون مثل برنادوت ومورو وغيرهما ممن امتعضوا من الاتجاهات الإمبراطورية المتزايدة للقنصل الأول (نابليون).
لقد كانت الآن في ذروة جمالها وكان الرسامون الرواد يسعدون بجلوسها أمامهم. وقد رسم لها دافيد لوحة في الوضع الأثير لربّات الجمال وهن متكئات على الحشائش - وقد ارتدت ثوباً على النّسق اليوناني فضفاضاً، وقد ظهر ذراعاها عاريان، وكذلك قدميها. وقد شعر السيد ريكامييه (زوجها) أن الرسام ديفيد لم يُثر زوجته أو بتعبير آخر لم يحرك مشاعر حبها الوقور، فتحدّى فرانسوا جيرار Gerard - تلميذ ديفيد -