أن ينافس أستاذة فنجح جيرار في رسمها بشكل رائع ولم يغفر له ديفيد ذلك أبداً.
وفي سنة ١٨٠٢ زارت جوليت وأمها إنجلترا فاستقبلها ذوو المكانة كأمير ويلز والجميلات كدوقة ديفونشير Devonshire بكل مظاهر التكريم بسبب جمالها ومشاعرها المناهضة لنابليون. وسرعان ما قُبض على أبيها بعد عودتها من إنجلترا لتواطئه في مفاوضات سرية بين الباريسيين والموالين للملكية والمتمردين الملكيين في إقليم الفندي، وأصبح أبوها عُرضة للحكم عليه بالإعدام، إلا أن ابنته الذاهلة حثت بيرونادوت على التوسط لدى نابليون لإطلاق سراح والدها. ووافق نابليون لكنه طرده من منصبه، فقالت جوليت لقد كانت الحكومة على حق تماماً في إبعاده.
وفي سنة ١٨٠٦ لجأ زوجها لبنك فرنسا لإنقاذه من الإفلاس بإقراضه مليون فرنك. وأحال مديرو البنك طلبه إلى نابليون الذي كان قد وجد بنك فرنسا نفسه - بعد عودة نابليون من مارينجو Marengo - يعاني مصاعب مالية، فرفض تقديم هذا القرض. وباع ريكامييه البيت الكائن في شارع مونت بلانك، وباعت جوليت فضتها ومجوهراتها وقبلت - دون تذمّر - أن تعيش عيشة أكثر بساطة. لكنها كانت على حافة الانهيار عندما ماتت أمها في ٢٠ يناير سنة ١٨٠٧. فلما علمت مدام دي ستيل بما كان من أمرها دعتها للإقامة في قصر نيكر في كوبت Coppet في سويسرا. وكان السيد ريكامييه متسغرقاً حتى أذنيه في العمل على سداد ديونه فأذن لها بالذهاب إلى سويسرا. وفي ١٠ يوليو وصلت إلى كوبت وهناك بدأت أهم مرحلة من مراحل عمرها من حيث ممارسة العشق.
وتتابع الراغبون فيها في الوصول إلى هناك بمن فيهم عاشق مدام دي ستيل وهو بنيامين كونستانت Constant (قسطنطين). وقد سعدت جوليت (مدام ريكامييه) بهم وشجعتهم وقد قيل إنهم كانوا يحرسون قلعتها طوال الوقت، وقد اتهمها بعض ناقديها أنها كانت تتعامل بتهور مع قلوب الرجال (المقصود بعدم اهتمام) وقد كتبت كونستانت بمرارة: "لقد لعبت بسعادتي وحياتي، عليها اللعنة! " لكن كونستانت هو أيضاً لعب بقلوب وحيوات. وتتذكر دوقة أبرانتس Duchesse d'Abrantes جوليت (مدام ريكامييه) كإنسانة مبرأة