للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العيوب تماماً:

"إن المرء لا يتوقع أن يوجد لها نظير في المستقبل. إنها امرأة راودها عن صداقتها (خطب ودّها) ألمع رجال العصر. امرأة ذات جمال فائق طرح تحت قدميها كل الرجال الذين وقع نظرهم عليها. لقد كان الفوز بحبّها هدفاً عاماً، ومع هذا فإن فضائلها ظلت نقية (لا شائبة فيها) .. وفي أيام مسرّاتها وبهائها كانت مستعدة دائماً للتضحية بمسرّاتها لتقدم مواساتها .. لأي صديق ألمت به بلوى أو مرض".

إن مدام ريكامييه بالنسبة للعالم امرأة مشهورة، وهي بالنسبة لمن أسعدهم الحظ بمعرفتها ومعرفة قدرها مخلوق كريم مميّز جعلته الطبيعة نموذجاً كاملاً للطباع الخيّرة الرحيمة.

وفي أكتوبر سنة ١٨٠٧ دخلت جوليت في علاقة حميمة مع الأمير أوجست البروسي وهو ابن أخ فريدريك الكبير، حتى أنها كتبت لزوجها طالبة منه الطلاق، فذكرها ريكامييه بأنه شاركها في ثروته طوال أربعة عشر عاماً وأنه لبّى لها كل رغبة، ألا يبدو بعد هذا أنه من الخطأ أن تهجره وهو يبذل قصارى جهده لإقالة عثرته المالية؟ فعادت لباريس ولزوجها وراح الأمير أوجست يعزي نفسه بخطاباتها.

وبعد أن أصبح زوجها غنياً مرة أخرى وبعد أن ورثت من أمها ثروة، افتتحت صالونها من جديد وواصلت معارضتها لنابليون. وفي سنة ١٨١١ - عندما كانت مدام دي ستيل تتبادل الكراهية والإزداء الشديدين مع نابليون. تجرأت جوليت وأصرت على قضاء يوم على الأقل مع مدام دي ستيل في كوبت رغم تحذيرات جيرمين فما كان من نابليون الذي أزعجته الأخبار السيئة التي أتته من أسبانيا وروسيا - إلاّ أن منعها من الاقتراب من باريس وأن تكون على بعد ١٢٠ ميلاً على الأقل من العاصمة (باريس). وبعد تنازله الأول (١١ أبريل سنة ١٨١٤) عادت لباريس وأعادت افتتاح صالونها ودعت إليه ولنجتون وغيره من قادة الحلفاء المنتصرين. وعندما عاد نابليون من إلبا واستعاد فرنسا بلا ضجة استعدت لمغادرة العاصمة لكن هورتنس وعدت بحمايتها فبقيت مقهورة لفترة، وبعد اعتزال نابليون للمرة الثانية (٢٢ يونيو سنة ١٨١٥) واصلت استقبال ضيوفها. لقد عاد شاتوبريان Chateaubriand فدخل حياتها من جديد - وكان قد سبق لها الالتقاء به سنة ١٨٠١ - فأعاد لها شبابها في قصة رومانسية غريبة وتاريخية.